كلمة اليوم

إيران والعودة مجددا إلى نقطة البدء

تعمل حكومة الملالي في طهران كل ما في وسعها على تصوير موقف المملكة منها ومن سياساتها على أنه ينطلق من بواعث مذهبية لا أكثر ولا أقلّ، وتحاول جاهدةً من جانب آخر أن تبدو بخلاف الواقع كما لو كانت هي حامية المسلمين سنة وشيعة، وتستشهد بعلاقاتها مع بعض الفصائل الفلسطينية، بدعوى أنها تدعم كافة القوى الإسلامية بعيدا عن المذهبية، فيما تلتقط أبواق نظام إيران في العراق، وسوريا، ولبنان هذه الذريعة في محاولة بليدة لتسويق فكرة غيرة المملكة من الدور الإيراني الجامع، ومن ثم تصوير الموقف السعودي كما لو أنه هو الموقف الذي يستند على البعد المذهبي، رغم أن الجميع بما في ذلك عملاء إيران، والمستفيدون منها يعلمون يقينا أن هذه المزاعم هي أكبر نكتة يمكن ترويجها.ورغم ازدواجية خطابها الذي يحتضن من جانب أكثر القنوات الفضائية عنصرية مذهبية، ويرعى من الجانب الآخر كل التنظيمات الإرهابية التي تناوئ المملكة كتنظيم القاعدة الذي لا تزال بعض قياداته تعيش على الأراضي الإيرانية، وتنظيم داعش الإرهابي الذي استعدى العالم كله والمملكة تحديدا فيما لم يطلق رصاصة واحدة ضد أي مصلحة إيرانية يعرف الجميع أن إيران ليست مذهبية إلا بقدر ما تستفيد سياسيا وعسكريا من هذا الشعار، وإيران ليست إسلامية إلا بقدر ما تستفيد من هذا الشعار، وهي بالنتيجة لا ترى في هؤلاء الذين يدينون لها بالطاعة من بعض الساسة الذين تربو في أحضانها حتى إذا ما استبيحتْ الأرض العربية أدخلتهم إليها كساسة وقيادات عسكرية، لا ترى فيهم إلا أدوات مرحلية لانجاز مخططها الذي لم تستطع تمويهه عندما بدا واضحا على ألسنة بعض قياداتها من المتهورين، وممن توهموا أن موقف إدارة الرئيس الأمريكي السابق قد فتح لآمالهم وأحلامهم كافة بوابات الوصول، وقبل أن تبدأ الإدارة الأمريكية الجديدة تصويب مسار العلاقة مع طهران على اعتبار أنها دولة مارقة، ولا يمكن أن تكون إلا كذلك، وإن ترويض الأفعى الإيراني بملف النووي لا ينزع منها السمّ، ولا يجعلها تتعفف عن اللدغ، مما خلط أوراق الساسة الإيرانيين وجعلهم يهذرون بما لا يعلمون حتى عادوا مؤخرا لفتح ملف النووي الذي قالوا إنهم أغلقوه إلى الأبد في محاولة ساذجة لمقايضة المجتمع الدولي عليه في حماقة جديدة لابد وأن تنفجر في وجوه أصحابها.