محمد البكر

ألف ساهر وساهر

الكثير من الناس يعتبرون «ساهر» عدوهم الأول، ويصورونه على أنه نظام جباية، ويتجاهلون أنه وضع لضبط سلوك المجانين.. ربما يكون لدي أو لدى غيري بعض الملاحظات على هذا النظام، لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن «ساهر» جاء ليضع حدا للمستهترين بأرواحهم وأرواح غيرهم. إن ما يحدث في شوارعنا الداخلية والطرق السريعة شيء لا يصدق، والاستهتار وصل لحد لا يمكن قبوله، وفوضى القيادة تتطلب في المقابل قوة وعقابا حتى لو وصل الأمر لمصادرة المركبة. الإحصاءات التي بين يدي عن ضحايا حوادث المرور مؤلمة جدا، وأعداد المتوفين في تصاعد وأسرة المستشفيات تعج بمن تحولت حياتهم لكابوس، فمنهم من أصيب بشلل رباعي لا شفاء منه، ومنهم من فقد أطرافه ليكمل عمره عالة على أهله ومجتمعه. قبل أيام وفي كورنيش الدمام، حدثت مأساة راح ضحيتها فتاتان؛ جراء سرعة جنونية فاقت الـ 160 في منطقة مخصصة للتنزه والترفيه. ومثل هذه الحوادث التي يكون أبطالها من المستهترين، تتطلب مزيدا من الرقابة والعقاب والردع، فنحن شعب يخاف على جيبه أكثر من خوفه على حياته وحياة غيره. التأمين تحول من نعمة إلى نقمة، وبات كسلاح للمستهترين والفوضويين. فلم يعد السائق يفكر بالموت أو الإعاقة، قدر تفكيره بغطاء التأمين، وكأن القضية قضية تعويض. ليت الجهات المسؤولة تحيل من تزيد سرعته عن 140 كم/‏ الساعة، ويتسبب في إعاقة أو وفاة، لمحاكم مستعجلة، وفي حالة إثبات استهتاره يحكم عليه بالسجن سنتين أو أكثر. فالمال ليس مهما أمام روح تزهق أو إنسان مقعد.لو تكرمتم نريد ألف ساهر بدلا من ساهر واحد.. وغدا أكمل.. ولكم تحياتي.