محمد العصيمي

85 % يتجاهلون العنصرية

استفتاء هذا الخميس مهم وشديد الحساسية، فقد سألت سكان تويتر السؤال التالي: كيف تتعامل مع هاشتاق عنصري أو يحض على الكراهية. ومن خلال إجابات 678 مشاركًا قال 85 في المائة إنهم يتجاهلون مثل هذه الهاشتاقات لكي لا تنتشر أو تصعد إلى (ترند)، بينما قال 15 في المائة إنهم يشاركون بما يرضي ضمائرهم. وأنا مع الأقلية في موضوع المشاركة والضمير لسبب أراه وجيهًا وقد يراه غيري بخلاف ذلك. نحن مجتمع يتلمس طريقه للخلاص من العنصرية وكراهية الآخر المختلف ولسنا مجتمعا فرغ من ذلك أو يكاد. كل يوم هناك مغبة من مغبات إلغاء الآخر وتوصيفه بأوصاف لا تليق بإنسانيته وكرامته وحقه في الحياة والاختلاف والتنوع. وهناك من يذكي نار هذه العنصريات والإلغاءات لأهداف تخصه شخصيا أو تخص الجماعة أو الطائفة التي ينتمي إليها. وبالتالي من المهم، وهذه وجهة نظري، أن نمارس التوعية بمخاطر مثل هذه التصرفات والارتكابات البغيضة؛ لأن الناس غالبا تتعرض لغش متعمد في بضائع الأفكار والآراء بمسوح دينية أو وطنية.وبما أن وسائل التواصل الاجتماعي هي الآن ساحة هذه الحروب اللفظية العنيفة والمؤذية فإن تجاهل (الهاشتاق) العنصري، على سبيل المثال، لا يحقق غرض التوعية للناس الذين يحتاجون لتحرير عقولهم وأفكارهم مما تواطأت عليه واعتبر بحكم المفروغ منه أو الأمر غير القابل للنقاش. من خبرة شخصية، على هذه الوسائل، كان البعض يهجمون علي هجومًا عارمًا كلما تحدثت عن قضية فيها قولان أو ثلاثة وأربعة أقوال، ثم إذا ناقشتهم وقدمت لهم أدلة وحقائق جديدة ومقنعة عادوا إلى صوابهم واعتذروا عن ما بدر منهم. هم قلة نعم ولكن زراعة الأفكار تشبه زراعة أشجار الزيتون التي يزرعها الأب ليأكل منها الإبن أو الحفيد، مع إيماني بأن بعض الأفكار، لسلامة نواياها وصدق أصحابها، تثمر أسرع بكثير من شجرة الزيتون، فما رأيكم.؟