د. شلاش الضبعان

هل توجد عندنا مكتبات مدرسية؟!

لو سألت عدداً من مثقفينا: متى بدأت علاقتك بالكتاب؟!لقال: من طاولات المكتبة المدرسية الخشبية، وسجل الاستعارة الذي كنا نتنافس في ملء الصفحة المخصصة لنا فيه بالكتب المستعارة في شتى المجالات!من «جلفر في بلاد الأقزام» إلى «حي ابن يقظان» إلى «الأعلام» للزركلي إلى «الفوائد» لابن القيم إلى «أسرار الفيزياء والكيمياء والرياضيات» إلى «عنوان المجد في تاريخ نجد» لابن بشر!واليوم عندما تسأل عن المكتبة المدرسية أو المصادر لا تجد من يكاد يرتادها! بل إني قابلت طالباً قبل فترة قدمته مدرسته على أنه أحد متميزيها، وعندما أتينا إلى جانب القراءة، وجدته قد وضع مجموعة من الكتب المميزة التي ساهمت في بناء شخصيته، أو وضعت له بمعنى أصح، فسألته: هل قرأت جميع هذه الكتب؟فقال: نعم!قلت: هل يمكن أن تعطيني مؤلف أحدها؟!قال: لقد نسيتهم وللأسف!قد يقول قائل: ولكن أين من يقرأ الآن الكتب مع وجود هذه الأجهزة في أيدي الصغار؟!والجواب: إن هذا التحدي الذي لا يمكن إنكاره، يجب أن يدفعنا للمنافسة القوية لا للاستسلام، خصوصاً أننا نرى معارض الكتب المستمرة والناجحة بكثرة مرتاديها من مختلف الأعمار، ما يعني أن الكتاب باق حتى ولو قل المتواصلون معه !نتمنى بشدة أن نرى تفعيلاً للمكتبة المدرسية التي هي منطلق القراء الكبار في الأغلب، من أجل أبنائنا الطلاب أولاً!وذلك من وزارة التعليم أولاً بتوفير الكتب المناسبة والمميزة، ومن المدرسة بقيادتها والمعلمين والأمناء بوضع البرامج الجاذبة لزيارة المكتبة واختيار الكتاب المناسب، كالمسابقات العامة التي يجدون إجاباتها في بطون كتب المكتبة، ومسابقات البحوث العلمية المناسبة، ومسابقات تلخيص الكتب، بالإضافة إلى استضافة المبدعين والمؤلفين المجاورين للمدرسة للالتقاء بالطلاب في مكتبة المدرسة حتى نقدم لهم نماذج حية للقراء والقراءة، كما هو حاضر في أذهانهم وأمام أعينهم أبطال السناب شات واليوتيوب، فهم في مراحل عمرية تبحث عن القدوة، لذلك يجب ألا نتركهم نهباً للفارغين والفارغات!باختصار: المكتبة المدرسية بوابة لبناء الإنسان السوي القادر على بناء بلده، لذلك لا يحق لأحد أن يسهم في وضعها تحت الأجهزة الطبية كما هو حاصل الآن!.