كلمة اليوم

مواجهة تحديات المعرفة ومذكرات تفاهم

تأكيد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله– أثناء حفل جامعة مالايا بمناسبة منحه درجة الدكتوراة الفخرية في الآداب ضمن جولته الأخوية لماليزيا بأهمية مواجهة التحديات في مجال المعرفة التعليمية والتقنية وأنها لا تقل أهمية عن التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي في المجالين السياسي والاقتصادي.. هذا التأكيد يستوجب على الأمة الاسلامية التصدي لتلك التحديات ومواجهتها في سبيل الوصول الى الغايات والأهداف التي تتوق الأمة لتحقيقها من خلال التمسك بمبادئ العقيدة الاسلامية السمحة والتجاوب مع معطيات العلم والتقنية بما لا يتعارض مع تلك المبادئ والتشريعات الربانية الخالدة.نعمة العلم والمعرفة هي احدى النعم التي أسبغها المولى القدير على المسلمين، وهي الأساس الراسخ لبناء حضارة الدول الاسلامية، وبالتالي فان الاشعاع الاسلامي أسهم في تقدم المسلمين ونهضتهم، فلا بد في هذه الحالة من مواجهة التحديات المعاصرة في مجال المعرفة العلمية والتقنية باستيعاب معطياتها فيما يعود بالنفع على دول الأمة الاسلامية وبما يؤدي الى المساهمة في البناء الحضاري للأمة.من جانب آخر فان زيارة خادم الحرمين الشريفين لماليزيا أدت الى التباحث في المسائل التي من شأنها دعم العلاقات الأخوية بين الرياض وكوالالمبور في مختلف المجالات والميادين والتطلع باستمرار الى تحقيق نقلات نوعية في مسار تلك العلاقات بما يعود بمنافع ومصالح مشتركة بين البلدين الصديقين، وقد جاءت تلك الزيارة لتحقق المزيد من سبل التعاون بينهما. وقد انعكست مدلولات تلك المباحثات الحيوية بين العاهلين بشكل عملي مباشر من خلال التوقيع على أربع مذكرات تفاهم بين المملكة وماليزيا يوم أمس الأول بحضور خادم الحرمين الشريفين ورئيس وزراء ماليزيا تتعلق بالتعاون في المجال التجاري والاستثماري والتعاون في مجال العمل والموارد البشرية والتعاون في المجال العلمي والتعليم والتعاون بين وكالة الأنباء السعودية ووكالة الأنباء الماليزية.من شأن تلك المذكرات أن تدعم سبل التعاون المنشود بين المملكة وماليزيا وتدفعها الى الأمام بوتيرة متسارعة لتحقيق الغايات المأمولة من التعاون لما فيه تحقيق المصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين، والعلاقات التاريخية المتأصلة بين الرياض وكوالالمبور تسمح بإقامة العديد من التعاونيات بين البلدين الصديقين، وقد تحقق الكثير منها منذ بداية العلاقات الدبلوماسية بينهما في الستينيات من القرن المنفرط.تلك العلاقات قابلة للتطور باستمرار، وقابلة للاستثمار في سلسلة من المجالات الحيوية أهمها المجالات التجارية والاقتصادية، ويهم المملكة وهي تقوم بترجمة بنود رؤيتها الطموح 2030 أن تعقد سلسلة من الشراكات مع ماليزيا في سبيل تصعيد وتيرة التنمية والبناء بين البلدين لما فيه تحقيق الأغراض والغايات السامية التي من أجهلها عقدت تلك الشراكات القديمة والجديدة.