عبدالرحمن المرشد

المنازل الاقتصادية.. مطلب المرحلة

التوجه الجديد الذي تنتهجه وزارة الإسكان من خلال الشراكة مع المطورين العقاريين الذين يتولون البناء والتجهيز والتطوير، فيما تقوم الوزارة بدور المراقب والمتابع، توجه جيد يعطي (الخباز لخبازه) كما يقول المثل، ويريح الإسكان من عناء البناء ومشاكله التي لا تنتهي، لتتفرغ هي بدورها للتنظيم والمراقبة، والتأكد من قيام هؤلاء المطورين بعملهم على أكمل وجه، لنستطيع في النهاية تأمين متطلبات المواطنين على قوائم الانتظار، الذين ينتظرون بفارغ الصبر، المسكن المناسب الذي يؤويهم وأسرهم.عندما أعلنت الوزارة مؤخرا ترشيح الآلاف من الأسماء في أغلب مناطق المملكة كدفعة أولى للمستحقين، ومن ضمنها (الوحدات السكنية) من خلال مبادرة (البيع على الخارطة) وهي إحدى مبادرات الوزارة الجديدة التي ستساعد على تقليص قوائم الأسماء، هذا الإعلان أشار إلى أن المستحق سينتظر مدة ربما تصل إلى ثلاث سنوات ليستطيع بعد ذلك الحصول على الوحدة السكنية المناسبة، وهو إجراء طبيعي لو سلكنا الطرق العادية في البناء، ولكن يوجد حاليا الكثير من النماذج المختلفة للمساكن في أغلب دول العالم، والتي تتميز بالسرعة في البناء والتجهيز، وتستطيع الوزارة فرضها على المطورين العقاريين، ليتمكن المواطن من استلام منزله خلال مدة وجيزة لا تتجاوز في أغلبها سنة مع انخفاض في التكاليف، مقارنة بالبناء العادي وهي نماذج موجودة في الكثير من الدول المتقدمة، مثل: النموذج الصيني ومعمول به في الكثير من الدول، ولم توجد عليه أي مشاكل وهو عبارة عن ألواح خشبية قوية مسبقة الصنع ضد الرطوبة والحرارة، وتقلل بنسب كبيرة من فاتورة الكهرباء. والنموذج الألماني: وهو عبارة عن خرسانة جاهزة مسبقة الصنع يتم تركيبها في الموقع بدقة متناهية، ولا تستغرق مثل سابقها (الصيني) مدة طويلة في البناء، كما يوجد الكثير من النماذج في أغلب دول العالم، ولكن نكتفي بهذين كأشهر نموذجين متداولين في العالم.هذه النماذج تمتاز بانخفاض التكلفة والسرعة كما أنها عملية وهو ما نتطلبه في هذه المرحلة، ويتماشى مع توجهات وزارة الإسكان في الاعتماد على المطورين العقاريين، وأتذكر في فترات سابقة أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية كنت أشاهد الكثير من المنازل، التي يتم بناؤها بالخشب المعالج، ويعطي شكلا خارجيا جميلا مع قوة وتحمل للكثير من العوامل الطبيعية، أيضا يوجد بعض النماذج من المباني الألمانية منذ ثلاثين سنة في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بالرياض التابع لجامعة الملك سعود، وتحديدا مبنى (5) الذي يشهد جميع العاملين لهذا المبنى بالقوة والتحمل.المرحلة القادمة لا تتطلب الانتظار الطويل، بل العمل الجاد والمتابعة الدقيقة وهو ما نأمله من وزارة الاسكان.