صفاء قرة محمد ـ بيروت

حزب الله متشبث بسوريا..ولن يزال إلا بقوة

يتوقع المراقبون للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً في سوريا؛ بعد وصول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، مساراً جديداً في الملفات الحساسة في المنطقة خصوصاً بشأن الوضع السوري، الذي عانى الكثير من سياسية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما «المتقلبة» و«المزدوجة»، فما بين اتفاقيات ومصالح مشتركة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تسعى إيران ومعها ميليشياتها وعلى رأسها «حزب الله» إلى حصد ثمار حروب والمعارك الإرهابية، التي خاضتها، فما هو مصير «حزب الله» ودوره في سوريا الآن، وسط ما يتردد عن قرار روسي بـ«منع فتح أي جبهة جديدة في سوريا، كما حظر تحرّك قوات الجو المسلّحة للأسد بين القواعد العسكرية»، وإلى متى سيبقى دور «حزب الله» ينحصر في حماية مصالح ايران في سوريا؟ #خروج إيران#وأوضح الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبدالقادر في تصريح لـ«اليوم» انه «لا يمكن تحديد مدى زمني لاتخاذ قرارات حول تحديد الدول العظمى لأدوار مختلف اللاعبين، سواء كانت جهات غير حكومية أو لاعبين إقليميين، بالإضافة الى انه لن يكون من السهل جداً على روسيا والولايات المتحدة، في حال التوصل الى اتفاق معين - بما يعود للوضع الميداني السوري- أن يحددوا بشكل قاطع الدور، الذي تلعبه ايران، خاصة مسألة نفوذها على نظام الأسد، وهذا يعود الى وجود اتفاقات بين ايران وسوريا تعود الى بداية انطلاق الثورة الإيرانية لذلك فإن القول لإيران «اخرجي خارج سوريا» سيكون من الصعب جداً تنفيذه، فلقد دفع الايرانيون الكثير من الأموال كاستثمار متمادٍ في سوريا خلال عقود من الزمن، أي من عمر ثورة الخميني، وحتى الآن هم وحلفاؤهم، الذين احضروهم معهم كـ «حزب الله» والميليشيات العراقية، والباكستانية والأفغانية والحرس، فلقد دفع الإيرانيون الكثير كاستثمار في الواقع للحفاظ على التحالف الإستراتيجي والنفوذ الذي اكتسبه نظامهم في سوريا».وقال الخبير العسكري: «لهذا اعتقد ان هناك تلازما كليا بين مستقبل نظام بشار ودور ونفوذ ايران في سوريا، ولا يمكن الفكاك منه، لذلك هذا الامر يستدعي تدخلا عسكريا ـ روسيا ـ أمريكيا أو بواسطة بعض الحلفاء الآخرين لطرد إيران ومعه «حزب الله» وبقية الميليشيات من سوريا اذا لزم الأمر، ولكن مَنْ هي القوة التي ستقوم بهذا الدور؟ اذا كانت روسيا وأمريكا والقوى الإقليمية الأخرى عربية كانت أو تركية تؤمن القوة اللازمة للتفوق على «داعش» في الباب أو بالرقة، فمن أين نأتي بهذه القوة التي ستواجه النظام ومعه الحرس الثوري وكل ميليشياته بما فيها «حزب الله»؟ولفت الى ان دور «حزب الله» في سوريا لا يزال هو نفسه، الذي رسم له من جانب نظام إيران منذ تدخله فيها، مشدداً على ان «سوريا هي المحور الأساسي لكل هذا التمدد في النفوذ الإيراني في المنطقة وكل ما يخفى عنه من الهلال الشيعي اذا خسرت ايران المحور القائم في دمشق لنفوذها، فإنها ستخسر كل شيء».#خطف ثمار#وجدد الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم في تصريح لـ«اليوم» التأكيد على موقفه حيال «حزب الله» «بتأكيد انه أداة إيران في سوريا ولا سياسة مستقلة له».وقال: «بطبيعة الحال الجانب الروسي مهم، ومن الصعب أن يبقى على المستوى الكوني قوة لا يمكن لإيران أن تضاهيها، فـ«إيران» بإمكانها أن تزعم أنها قوة إقليمية كبرى لكنها ليست قوة كونية، ولهذا فإن الروس يحاولون التسويق برضا ومباركة أمريكا لحل ما في سوريا، وبالطبع في حوزتهم أسماء لأشخاص ومسودة دستور، أي أنهم يعملون بهذا الاتجاه وهذا الأمر لا يرضي الايرانيين».وأضاف سليم: «ما تريده ايران اليوم هو أن (توازن المشكلة الأساسية) فهي لا يمكنها فرض شروطها في سوريا، وعدم فتح جبهات جديدة وتحديداً عدم الذهاب الى مهاجمة إدلب بشكل خاص، هو مطلب روسي صريح، لا بل هو شرط روسي على ايران، أي تجميد الجبهات، وليس أمام الايرانيين خيار للقيام بأمر آخر».وحول دور «حزب الله» الحالي في سوريا، أشار المحلل السياسي الى انه «اليوم الحارس على مصالح ايران في سوريا، فطالما انه لم ينته فهو باقٍ في سوريا، حتى ان سمعنا ذات يوم؛ او روّج أنه خفض من عدد مقاتليه، الا انه يجب قياس الامور بالمقياس المنهجي وهو ماذا يفعل الحزب في سوريا..؟! والجواب هو الدفاع عن المصالح الايرانية، وطالما ان للايرانيين مصالح في سوريا فهو باقٍ». وختم: «حزب الله» هو «blackwater» ايران، التي تستخدمها على المستوى الإقليمي.