خالد الشريدة

السرطان المرعب في الشرقية

معدلات الإصابة بمرض السرطان في المملكة عامة والمنطقة الشرقية خاصة مثيرة للقلق وتتطلب إجراءات وقائية تتفق مع قواعد الوعي الصحي الذي يبدأ بمقولة إن «الإنسان طبيب نفسه» لأنه أول من يستشعر الخلل العارض في صحته، سواء كان ذلك من خلال الأعراض التي تصيبه وتفقده حيويته أم خبراته العلاجية ومعرفته العامة.هذا المرض من الأمراض القابلة للسيطرة عليها طبيا بشرط حاسم وهو الكشف المبكر، ولكن من يفعل ذلك؟ هناك تجاهل رقابي للصحة الشخصية لدى الكثيرين ينتهي بهم الى تمكّن الخلايا السرطانية في أبدانهم بحيث تصعب المعالجة فيما بعد، وذلك يتطلب تحفيزا للأفراد من أجل مراقبة متغيراتهم الصحية والتعامل بحذر مع أي خلل في قدراتهم الوظيفية، ويفضّل الكشف الدوري العام لمراقبة التطورات في أجهزتنا الرئيسية.فيما يتعلق بالسرطان تحديدا أجد أن السبب الأول لانتشاره هو الإهمال وتجاهل التثقيف الصحي، لأن الضحايا لا يتوجهون للطبيب إلا عندما يستفحل المرض ويبدأ العلاج في مراحل متقدمة قد تنجح أولا تنجح، لا قدر الله، ومن خلال إحصائيات الجمعية السعودية لمكافحة السرطان بالمنطقة الشرقية، فقد سجلت المملكة 14 ألف حالة إصابة بالسرطان خلال عام واحد، بمعدل 39 إصابة يوميا، وهذا في تقديري رقم مرعب وكبير خاصة حينما نضيف معلومة أكثر رعبا وهي أن 65% من حالات الإصابة متقدمة.المنطقة الشرقية سجلت 1479 حالة وهي أكثر المناطق إصابة بالمرض، خاصة سرطان الثدي، والبروستاتا، والأمعاء الغليظة، ومن غير المنصف أن توجد جمعية واحدة مؤهلة تتعامل مع هذه الأرقام والنسب الكبيرة، لذلك فإننا أمام خيارين أولهما توجيه مزيد من الموارد والدعم للجمعية وتوسعة مظلتها الصحية والطبية لتستوعب خدمة هذه الأعداد الكبيرة من المرضى دون أن نغفل دورها التوعوي من خلال الحملات التي تنظمها، والخيار الثاني إنشاء مزيد من الجمعيات المتخصصة تحت بند المسؤولية الاجتماعية لعدد من المؤسسات والبنوك ودعم رجال الأعمال، أو العمل بالخيارين من أجل اتساع نطاق التوعية والرعاية.معدلات الإصابة الحالية بمرض السرطان تتطلب مراجعات من الجهات الصحية، وينبغي على الشؤون الصحية في المنطقة والوزارة دعم وتحفيز القطاعات الأهلية لإنشاء جمعيات نفع عام متخصصة في السرطان وتوفير متطوعين لخدمتها، وجدولة فعالياتها على مدار العام بما يضمن جهدا توعويا كثيفا ومستمرا في جميع محافظات المنطقة، وذلك يوفر فرصة مثالية لحصار المرض وتراجع معدلات الإصابة به، أما دون ذلك فقد نشهد بقاء الإحصاءات كبيرة أو تتضخم بما لا يرضي تطلعاتنا الصحية.