انيسة الشريف مكي

الزهايمر الصامت!!

أي شخص ممكن أن ينسى أشياء بسيطة، أو أحداثًا تكون قد حدثت منذ فترات بعيدة، ولكن عند تكرار النسيان وإذا اتسعت دائرته لدرجة أن الإنسان قد ينسى اسمه أو مكان سكنه، فهذه علامات تنذر بالإصابة بمرض الزهايمر الصامت.ومن القصص المؤلمة التي سمعت عنها، قصة أب بدأت أعراض المرض عنده واتسعت لتصل لنسيان اسمه وعنوان منزله، لوحظ قبل خروجه من المنزل لبس شمغ عدة، وأكثر من عقال. كانت البداية مجرد شمغ وعقل، وانتهت كما سمعت من إحدى بناته بأن كادت تدهسه سيارة وهو يسير دون انتباه، لولا لطف الله ثم تواجد أحد المعارف في مكان الحادث - الرجل لم يتذكر اسمه ولا عنوان بيته، هذا الرجل كما يصفه أبناؤه، كان المثل والقدوة في النشاط والحيوية، والاهتمام بتربيتهم وتعليمهم، هاجمه هذا المرض ليبدأ رحلة ضياع، لا حول ولا قوة إلاّ بالله، - والقصص المشابهة كثيرة. مشكلة المريض ليست فيه بقدر كونها مشكلة لعائلته، حيث إنهم يعانون الكثير من المتاعب، خاصة عندما يستفحل المرض الذي يؤثر في قدراته العقلية بشكل سريع مما يدفعه للقيام بأمور خارجة عن المألوف تتسبب في أذيته لنفسه وأسرته. الزهايمر ليس نهاية العالم، فبالإمكان السيطرة عليه، وذلك عن طريق الانتباه إلى المؤشرات المبكرة، يبدأ بفقدان الذاكرة، حيث ينسى أحداثًا جرت مؤخرا، أو ينسى تواريخ مهمة، وصعوبة إتمام المهام اليومية المعتادة، والخلط في الوقت أو المكان ونسيان أغراضه الشخصية كمفتاح السيارة ووضعها في أماكن غير معتادة، ويصاب باضطرابات نفسية وبالعزلة، الزهايمر يصاب به الرجال والنساء على حد سواء. سرني جداً رعاية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر وحضور ودعم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لمؤتمر الزهايمر الدولي الثالث الذي تنظمه الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر مشكورين خلال الفترة من 30 يناير حتى 2 فبراير 2017م بمدينة الرياض، ويشارك فيه نخبة من المتخصصين ومقدمي الرعاية لمرضى الزهايمر على المستويين المحلي والدولي، والذي سيناقش محاور أهمها التدخلات العلاجية المتاحة للمصابين، والدعم الاجتماعي والقانوني لمقدمي الرعاية وغيرها من المحاور الهامة بناء على ما ذكر في الصحف.أرجو نجاح المؤتمر وأن تفعل كافة مخرجاته وتطبق على أرض الواقع، ولا أشك في ذلك.