ماهر الشبيبي

رحمك الله يا أبا هشام

إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا على فراقك يا «أبا هشام» إبراهيم بن عبدالله الذرمان لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)، نعم حزنت القلوب وذرفت العيون وخشعت القلوب على فراقك يا أبا هشام، كيف لا نحزن على رجل عُرف بحسن خلقه وعظيم أدبه وتواضعه؟كيف لا نحزن على رجل عُرف بحرصه على صلاة الجماعة -وخاصة صلاة الفجر- مع ما ابتلاه الله به من فقد البصر بعد أن كان مبصراً؟، كيف لا نحزن على رجل اتصف بالصبر على البلاء؟، كيف لا نحزن على رجل كثير الذكر والحمد والشكر لرب العالمين؟ما زال صوته بذكرالله والشكر والحمد وهو في طريقه ذاهباً وراجعاً يطرق سمعي، ما زال ترحيبه بالصغير قبل الكبير وذكره لأسمائهم يتردد صداه في أسماعنا، يا له من رجل أحبه الجميع، فهنيئاً له واتفق الجميع على حبه واحترامه وتقديره أينما حل ونزل وأقبل، ما زال صوت اصطدام عصاه في الرصيف وهو راجع من صلاة الفجر في فؤادي قبل سمعي.