صالح بن حنيتم

صديق

كلما كانت البيئة المحيطة بنا، بكل ما تحمله كلمة «بيئة» من معنى، مريحة وصحية وجاذبة الخ، انعكس ذلك إيجابا على حياة الناس في تلك البيئة والذي بدوره سيخلق أجواء من الود والتراحم بين افراد المجتمع، عند ما نقول افراد المجتمع، نقصد الجميع بما فيهم اخواتنا واخواننا من ذوي الاعاقات وأصحاب الاحتياجات الخاصة والذين هم أصدقاؤنا و«زبدة» المقال!قبل أسبوع تلقيت دعوة من الأخ طلال الغامدي لحضور حفل تدشين مشروع «صديق» لذوي الإعاقة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المبادرات وأمير المنطقة الشرقية معا!برنامج «صديق» هو عبارة عن تطبيق على «الإبلكيشن» يختص ويهتم بالمعاقين بمختلف إعاقاتهم حيث يتيح لهم البرنامج بعد تنزيله خصومات عدة ومختلفة على كافة احتياجات المعاق لدى العديد من المحلات وغيرها، ويعد برنامج «صديق» أحدث برنامج من نوعه لخدمة المعاقين ويمكن استخدامه ايضا من قبل ذوي المعاق.ويتمتع البرنامج بميزات عدة في عالم التسوق والتي من شأنها تخفيف العبء عن المعاقين ماديا ومعنويا، نعم معنويا لأنه كلما شعر المعاق وأهله أنهم محاطون بحب ودعم افراد المجتمع ورجال اعماله شعروا بالارتياح والطمأنينة، وما أجمل التراحم بين افراد المجتمع ويمكن أن تستفيد منه الشركات التي تطمع أن تكون صديقة للبرنامج، وعلى أصحاب الشركات من رجال اعمالنا إيجاد وظائف لذوي الإعاقات المختلفة وليس كما يحدث من البعض من توفير اعانات مادية فقط.برنامج «صديق» لم يقف عند التطبيق بل تحول الى صديق ذوي الإعاقة من خلال تهيئة المساجد والمطارات والأسواق والإدارات الحكومية لتصبح صديقة للمعاق وبالفعل شاهدنا صورا من تجهيز المطار في الدمام وصورا اخرى لمساجد بالرياض على ان تكون الأيام القادمة في مساجد المنطقة الشرقية وغيرها من المدن.البرنامج يستهدف كافة الإعاقات من سمعية وبصرية وحركية ومتلازمة داون والتوحد، وذلك من أجل أن تكون المملكة بأكملها وليس فقط مدينتي الرياض والدمام صديقة للمعاقين بكافة فئاتهم، وسوف نشهد المزيد من المشاريع التي تخدم المعاقين، كخدمة مركز الاتصال لفئة الإعاقة السمعية وخدمات أخرى قدمت لفئات الإعاقة المختلفة.فكرة البرنامج تقوم على تسويق خدمات وسلع شركات بعد أن تصبح صديقة لذوي الإعاقة من خلال عضويتها في البرنامج ليقدموا خصومات للمعاقين وأسرهم، وبالتالي تتمكن هذه الشركات من الاستفادة ماديا حيث إن البرنامج يقدم لهم تعريفا عن كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة، لكسب ثقتهم، بحمد الله بدأ تدشين البرنامج في مدينة الرياض وسيتم إطلاقه بكافة مدن المملكة.المعاق يحتاج أن نوفر له العمل وليس المال، أن نحترمه ونقدره لا أن نشفق عليه، البعض منا وبحسن نية قد تصدر منه إيماءات او تصرفات دون قصد المراد منها تقديم خدمة او مساعدة مالية ولكنها تجرح بل تدمي قلوب إخواننا من ذوي الإعاقة، وهذه نصيحة لنا جميعا ان نحرص بدل المرة الفا على تصرفاتنا وكلماتنا عند ما نتعامل معهم، ومن عمل مع احد من ذوي الاحتياجات الخاصة يعلم جيدا ما يمتلكون من قوة وصبر وتطلع نحو مستقبل مشرق يصنعونه بأنفسهم وليس من صنع الاخرين، تربطني علاقة قوية بالعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة منهم على سبيل المثال لا الحصر الأخ فواز الدخيل مقدم الحفل في تلك الأمسية ونجمه الساطع، فهو متحدث بارع في عالم «التوستماسترز» ومدرب متمكن في علوم الإدارة والإرادة، واقولها بصدق ما احوجنا ان نتعلم منهم بدلا من ان نشفق عليهم.