صالح بن حنيتم

أدعي على ولدي وأكره من يقول آمين!

هناك خلف الأسوار الكثير من الأسرار في كل بيت ومهما كبرت أو كثرت تبقى داخلية في حدود العائلة طي الكتمان، وكلما حرص أفراد الأسرة الواحدة على احترام الاختلاف بينهم وعدم افشاء أسرار الاسرة تجد ان تلك العائلة متماسكة ولا أحد من خارج أسوارها يعلم ما بداخلها. نعم يختلف أفراد الأسرة الواحدة وقد يصل الخلاف لدرجة اللعن من بعض الآباء كما قال أحدهم «ادعي على ولدي وأكره من يقول آمين»! السؤال -هل يحق للأبناء أن يكونوا عملاء لمجرد الاختلاف مع ابائهم والتجسس على الأسرة ونقل مكامن القوى والضعف لأعدائها؟في كل بيت ألف قصة وقصة وبين كل قصة واخرى العديد من الآهات والـ (سيناريوهات) والعامل المشترك بين كل البيوت (هو التربية) إذ أن كل رب أسرة يتمنى أن يشاهد أبناءه وبناته في أماكن مرموقة لكن بعض المراهقين قد يجهل الحكمة من توجيهات الأبوين لأنها جافة وفيها غلظة من وجهة نظرهم رغم ان كل ما يحدث من اختلاف في وجهات النظر بينهم وبين الآباء والأمهات لا مصلحة لآبائهم سوى مستقبلهم فقط!اطلت في المقدمة وهدفي أن نعيش المقارنة حقا بين المنزل والوطن والعوامل المشتركة بينهما، فما ذكرت آنفا يخص البيت الصغير بيتك وبيتي وبيت كل مواطن، ولكن ماذا عسانا أن نقول عن البيت الكبير عن الوطن عن الأمن والأمان عن الوحدة عن التلاحم عن الوطنية، بكل بساطة ودون الدخول في فلسفة، الوطن هو البيت الكبير، وكما تحدث الخلافات الأسرية داخل البيوت، تحدث أيضا الخلافات في وجهات النظر بين المواطن والمسئول، فالمواطن لديه متطلبات فهو يحتاج سكنا ووظيفة وعلاجا وتأمينا له ولأفراد أسرته، وقد يكون غاضبا لأنه لم يحصل على سكن بعد، واخر (مقهور) من مناظر بعض الأراضي المشبكة في العديد من الأماكن، وهناك من ارتفع ضغطه مع ارتفاع الأسعار وآخر طار عقله مع طيران بعض المواقع على الشواطئ وتطول الحكاية.كل ما سبق مجرد أمثلة موجزة وقد يكون واقعا وقد لا يكون -السؤال الأهم -هل يجوز للمواطن أن يبيع وطنه لأنه لم يحصل على مطالبه، وهل يحق له ان يبيع ضميره ودينه ووطنه لأنه ساخط على بعض التصرفات مثلا!؟ وهل هناك شريعة على وجه الأرض تبيح الخيانة والعمالة، وتفتح الأبواب للتجسس على الوطن للأعداء المتربصين به؟ الإجابة عند كل غيور ومواطن صالح!بلدنا متعدد المذاهب والمناطق والقبائل ولكن يجب أن يبقى الوطن ووحدته خطًا أحمر عند كل مواطن غيور مهما كانت الاختلافات، وشعارنا جميعا من تبوك شمالا إلى جيزان جنوبا، (وحدة وأمن الوطن خط أحمر) نعم للاختلاف ولا للخلاف.استوقفتني مقولة الأب الذي يكره من يؤمن على دعائه عند ما يدعو على ولده، وهذا دليل على حب الأبناء وان وصلت مرحلة التربية والخلاف للدعاء عليهم. فلنكن مثل ذلك الأب ولكن ندعو للوطن وليس عليه ونحب من يقول آمين لا نكرهه!