ماجد السحيمي

مربعانية

ما إن يشد فصل الصيف أحزمته معلنا رحيلا قصيرا كعادته فهو يحترق شوقا لنا ليحرقنا بحره الشديد، إلا ونهب للخروج والتنفيس وإقامة مناسباتنا الخاصة والعامة دون هوادة وتأجيل حتى نستمتع قدر المستطاع بهذا الجو الذي مهما كان مناسبا أم باردا أم مثلجا إلا أنه أخف وطأة من الحر الشديد خاصة ان اقترن بالرطوبة.تأتي هنا نكهات البر الجميلة والتخييم هناك، مجموعة من الحطب تشتعل وسطها نار هادئة وحولها مجموعة من السمار بجانب كل منهم فنجان من الحليب الذي عانق الزنجبيل كحقنة مناعة من السخونة ضد البرد في مثل هذه المواسم. وكذلك يفعل بقية الناس بخروجهم للحدائق والمنتزهات والمطاعم ذات الإطلالة الخارجية، كل ذلك يأتي في موسم يسمى تقليديا «المربعانية» وكل هذا من خلال اجتهاد فردي شخصي، واجتهاد من القطاع الخاص متمثلا في القطاع الغذائي والترفيهي أما هيئة السياحة فهي تتفرج عليهم وعلينا وفقط تنظم مهرجانا هنا او هناك بإحضار حرفيين أو أسر منتجة يمل الزائرون من تكرارها كل عام ولا يزيدون ولا يتغيرون، بل إن هيئة السياحة لم تنجح في جذب واستقطاب شرائح أخرى من المجتمع، فهي كل عام تكرر نفس المنتج دون قيمة مضافة. كنت قد طالبت في مقال سابق بسحب جوازات موظفي هيئة السياحة ومنعهم من السفر من أجل أن يفكروا جديا في إيجاد خدمات سياحية ترفيهية تتجاوز تطلعات الناس من صنع أيديهم من الألف للياء وليس إشرافا ولا شراكة مع أحد. لم تنجح الهيئة في خفض أعداد ولا مبالغ المسافرين الذين يزيدون عاما بعد عام وبقوة اقتصادية هائلة، بل إن الأدهى والأمر أنه لو تأكد تعليق يوم للدراسة بجانب الجمعة والسبت لرأيت الناس يهبون على صفحات الفنادق والطيران لحجز تذاكر وسكن دون أن يفكروا لحظة واحدة في سياحة داخلية لعلمهم التام مقدما بعدم وجود أي برامج لذلك. لا نريد مهرجانا في الصيف أو الربيع تشرف عليه الهيئة ويقوم على اذرع الشركات الخاصة ويكرر نفس البرامج والاستعراضات كل عام ويفقد بريقه كذلك. نريد برامج تتسابق لجذبنا نريد ساحات للرسامين والخطاطين وغيرهم وكل من يمتلك مهارة، نريد أن تكون الهيئة هي من يقود الترفيه وليس العكس، نريد أن تنخفض أعداد المسافرين كل عام وليس العكس، نريد أن نتسابق مع الزمن في يوم واحد لنذهب من هنا إلى هناك يتجاذبنا الترفيه من هنا وهناك، نتمنى ان تكون هيئة السياحة مواكبة لرؤية المملكة 2030 خاصة أنها كانت من أهم مرتكزاتها وأن نهجر صفحات شركات الطيران ولا نفكر في صرف العملات وسعر اليورور والدولار وأن يشتكي موقع booking.com من هجرنا له، هل هذا ممكن أم لكم رأي آخر؟.