مطلق العنزي

«الحشد» المحلي المختطف..!

في كل إنسان وفي كل فعل بشري نواقص وعيوب، وما سعي الناس للكمال إلا طموح لتحقيق نسبي للصواب ومحاولة التقليل من الأخطاء والنواقص.وليس من باب هوس المؤامرة، أن نقول: إن بلادنا ونحن وحكومتنا مستهدفون، والدليل أن أي خطأ يحدث في المملكة تترصد له محركات الشبكات الاجتماعية المعروفة بعدائها، والمبطنة، والمستأجرة، والمحلية الجاهلة، تسن حرابها وسهامها المسمومة، وتبدأ في الهجوم، بحرب إعلامية ساخنة وشرسة، بكل أنواع التضخيم والتشويه والاستخفاف والفبركة والتأليف.ويشارك، أحياناً، في حفلات الردح، سعوديون بله وجهلة، يتبرعون مجاناً للإساءة لوطنهم وأنفسهم.والأكثر مرارة أن أناساً منا، ويشاركون في حملات التشويه ضد المملكة، إما جهلاً أو بلاهة، أو متأزمين نفسياً يجري تصنيعهم في المحركات الإعلامية.وتستعصي الحالة إلى الدرجة التي وجدت شبكات دولية مريبة في البلهاء والجهلة ومرضى العظمة ضالتها، فهؤلاء يجري «شحنهم» بأنهم حقوقيون ومحررو شعوب وفاتحو تاريخ، ونوابغ وطليعيون سبقوا عصرهم ومجتمعهم. تسلط عليهم الأضواء، والجماهيريات، والمؤتمرات والدعوات وتفتح لهم صحف وتلفزيونات، حتى إيهامهم بأنهم «عالميون»، ثم يجري اختطاف كامل، تقريباً، لإرادتهم، ويصبحون ترساً في «الماكينة» الهدارة التي تشن، ليل نهار، حملات متنوعة على المملكة، بالتشكيك والاستخفاف في المنجزات، ونشر الشائعات، وتضخيم الأخطاء، إلى درجة أن أحدهم - وهو «مختطف» وليس مستأجراً ولا عميلاً ولا أبله ولا جاهلاً - قد تجند في الحملات الحربية ضد المملكة وأصبح يطلق على المملكة مدافع وصواريخ، ويمجد، إيحاء، الحوثيين وإيران ونظام بشار، ويستخف بالمواجهة التي تقودها المملكة مع الهجمة الإيرانية الشرسة ضد كل ما هو عربي، في حرب وجودية صريحة ومفتوحة، ويحاول توجيه الطاقات والقوى ليس ضد العدوان الوجودي، وإنما إلى مسائل أخرى لإعطاء الحملة العدوانية فرصتها وتمكينها، ويشارك بفعالية في حملات التشكيك والوهن التي تستهدف المملكة، ثم يتمحك بالوطنية، بعد أن يغرس خناجره المسمومة في خاصرة الوطن. وهذه الطريقة أصبحت تكتيكاً مكشوفاً، بأن يلبس المرء قناع الوطن، وهو يشن حملة هدم شرسة ضده، ثم يستغبينا بكلمات الإصلاح والوطن والولاء.ويلاحظ أن حملات العداء ضد المملكة تشغل محركاتها في العالم العربي، وتستغل السذج والمتأزمين الذين يكنون عداء مجانياً للمملكة، على الرغم من الأيادي السعودية البيضاء التي تمتد إلى بلدانهم، بل وصلت شراسة الحملة الى أن أصبحت تمد صحفاً غربية واسعة الانتشار، بمعلومات مختلقة، لتشويه المملكة، فتضطر هذه الصحف أحياناً للاعتذار، مثلما حدث في صحيفة «اندبندت» التي نشرت معلومات مختلقة منقولة من الحشد الإيراني الطائفي في العراق المعادي للمملكة والأمة العربية، ثم اضطرت للاعتذار بعد تهديد وزير الدولة (السفير في العراق آنذاك) ثامر السبهان بمقاضاتها.والمملكة لديها خبرة طويلة في مقارعة الأعداء وتكتيكاتهم وأساليبهم وأمراضهم، وخبثهم، لكن أن يتبرع مواطنون بالمشاركة في حملات العداء والتجنيد وتكوين «حشد محلي» يدعي الليبرالية، والحقوقية، فتلك مسألة أخرى، يتعين على المثقفين والمجتمع، قبل الحكومة، الوقوف ضده ومحاربته مثلما تصدينا للجرائم البشعة والهدامة التي ترتكبها منظمتا القاعدة وداعش. فدين الهدم واحد والعداء واحد، ومن يتخندق مع الأعداء عليه أن يحاسب، مهما حاول تلميع مواقفه بالمواطنة والإصلاح وغيرها من المستهلكات التي لم تعد تنطلي على أحد. ¸ وتروطن البهاء..يمد أياديه البيضاء..ومن قطوف الشمس،يهدي الدنيا رسالة الخلود والضياء..يتلقى الخناجر في الظهر ويتحمل..ويتلو أوراد السلامللأرض والوهاد ومواعيد المجد.