عبدالله الوصالي

كيف يكون التحديق في عيني الشيطان؟

هو عنوان كتاب جيمس ميتشل في ذكره تفاصيل استجواب زعيم القاعدة المأسور خالد شيخ محمد. يحوي الكتاب تفاصيل زعم بأنها منطق زعيم القاعدة المقبوض عليه أثناء استجوابه.جيمس ميتشل هو طبيب نفسي ضمن من استعانت بهم وكالة المخابرات الأمريكية لوضع برامج نفسية مهمة واحترافية لكيفية مقاومة الاستجواب للجنود الأمريكان في حال وقوعهم اسرى. وبعد ذلك تمت الاستعانة به، بعد قبضها على خالد شيخ محمد في كيفية انتزاع الاعترافات وتحطيم مقاومة المعتقلين. وقد حوكم جيمس ميتشل امام القضاء لأنه شارك في وضع ما بات معروفا بالاستجواب المعزز Enhanced Interrogation وهو البرنامج الذي انكشف اخيرا ويتضمن إجراءات تعذيب من نوع؛ الإيهام بالغرق، والضرب المبرح، والمنع من النوم حتى الهلوسة، وتعريض المعتقل الى الحرارة الشديدة او البرودة القارسة ومنعه من الحصول على علاج للجروح.. إلخ من اجل تحطيم مقاومة المعتقل. وباتت تلك الإجراءات تستخدم حيث تواجدت القوات الأمريكية في باغرام بافغانستان، وابو غريب في العراق، وخليج جوانتانامو.يحكي الدكتور جيمس ميتشل في كتابه تفاصيل حاول أن يجعل منها مرعبة او ربما كانت كذلك.. من يعلم؟، والسبيل الوحيد للمعرفة هو طبيب مثل جيمس ميتشل سخر معرفته النفسية من أجل تصميم طرق تعذيب احترافية؟. من تلك الاعترافات كيف روى خالد شيخ محمد ذبحه هو نفسه مراسل صحيفة وول ستريت، دانيال بيرل، وقبل ذلك الاعتراف لم يكن المسؤولون في وكالة الاستخبارات الأمريكية يعلمون بذلك. حتى انهم عرضوا خالد شيخ محمد في مقارنة ذراعية بالصورة بالفيلم الذي صورته القاعدة. ويصف الكاتب الذي يدعي انه دخل الى عقل اشد البشر وحشية، كيف قال خالد شيخ محمد «ان امر نحر المراسل كان سهلا! فقد كانت السكين حادة جدا»، وفيما يعد تبريرا لغزو العراق وأفغانستان يذكر الكاتب على لسان خالد شيخ محمد ان زعماء القاعدة لم يعتقدوا بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر ان تقوم الولايات المتحدة الامريكية بالهجوم على افغانستان، بل اعتقدوا انها ستستدير وتهرب. مثلما فعلت في بيروت او انها ستطلق بعض الصواريخ على بعض الأهداف الخالية هنا او هناك كما فعلت عقب تفجير سفارتها في كينيا وتنزانيا. وأن الهجوم ومحاولة اقتناص قادة القاعدة أفشل الكثير من خطط القاعدة في استهداف الولايات المتحدة الأمريكية.لا يعدو الكتاب ان يكون من تلك الأدبيات التي تقفز على حقيقة مهمة وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية، وكما ورد على ألسنة مسؤوليها، ومنهم المرأة التي أوشكت على أن تكون الرئيسة الأمريكية الأولى في التاريخ، مدام هيلاري كلينتون، في أحد الاستجوابات، ضالعة في خلق القاعدة وتمويلها واستجلاب عقيدتها المتشددة الى أفغانستان.الولايات المتحدة الأمريكية في الذكرى الخامسة عشرة لذلك الهجوم الإرهابي الكبير لم تع الدرس بعد فلم يتغير شيء في سلوكها تجاه الإرهاب منذ تلك النكبة فلا تزال تحاول احتواءه واستغلاله وتوجيهه بدل القضاء عليه.* قاص وروائي