فهد الخالدي

أهلاً سلمان.. الرائد الذي لا يكذب أهله

عندما سمعت الإعلان عن نبأ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المنطقة الشرقية، استرجعت ذاكرتي مناظر حشود المواطنين تتوافد إلى مقر الإمارة بالدمام لمبايعة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- ملكاً على البلاد وإماماً للأمة.. وهو المنظر الذي يتكرر بالتأكيد أثناء هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها - يحفظه الله- إلى المنطقة بعد مبايعته ملكاً على البلاد خلفًا لأخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز- يرحمه الله-.ولا شك أن هذه الزيارة تحمل العديد من المعاني الجميلة والدلالات السامية التي تؤكد مبادلة الشعب لقيادته الحب بالحب والوفاء بالوفاء، إضافةً إلى تأكيد ما تحتله هذه المنطقة في قلب القيادة وعقلها من أهمية، شأنها شأن غيرها من بقاع الوطن الغالي، وما الترحيب والبشر الذي يظهر بوضوح على وجوه المواطنين وسعادتهم بهذه الزيارة إلا برهان على هذا الوفاء والولاء الذي يجيء في وقت تواجه فيه بلادنا بكل حزم وقوة كل محاولات النيل من أمنها واستقرارها، بل وتبادر إلى إحباط مخططات الأعداء في أوكارهم سواء كانوا من العصابات الإرهابية التي تكيد للوطن وأهله أو من القوى الإقليمية الطامعة في النفوذ والهيمنة وتحقيق الأطماع والمكاسب بكل السبل، وتثير الفتن وتوظف في سبيل ذلك بعض عملائها في الأقطار المجاورة من ضعاف النفوس الذين استطاعت أن تجعلهم أداة في أيديها؛ لتحقيق أطماعها في المنطقة على حساب أوطانهم وشعوبهم ظنًا منها أنها تستطيع بذلك أن تصل إلى مآربها، لكنها فوجئت بالرد القوي الذي لم تتوقعه وأن المملكة حين تصمت أو تتسامح فإن ذلك عن حكمة واقتدار وليس عن ضعف ولا خوف وأنها قادرة عند اللزوم على وضع حد لكل من يحاول النيل من مكانتها في المنطقة ومصالحها ومصالح أشقائها وجيرانها.كما أن افتتاح خادم الحرمين الشريفين وتدشينه بيديه الكريمتين عدداً من المشاريع أثناء هذه الزيارة تأكيد على متانة اقتصاد هذا الوطن وقدرته أن يستمر في البناء حتى وهو يواجه مؤامرات الأعداء وشعاره «يد تعلي البناء ويد ترد الأعداء».. ولا شك أن ذلك هو الرد الأقوى بيانًا والأكثر وضوحًا على ادعاءات الحاسدين وأكاذيبهم عن آثار اقتصادية سلبية نتيجة للمواجهة التي تخوضها المملكة دفاعًا عن حقها وحق أشقائها في رد العدوان ومكافحة الإرهاب.. والمنطقة الشرقية - وهي تحتضن بشوق كبير قائد المسيرة وإمام الأمة تتساوى في ذلك الترحيب والتعبير عنه كافة أصناف المواطنين فيها حاضرة وبادية، سنة وشيعة، رجالاً ونساءً، شيبًا وشبانًا، سعوديين ومقيمين أيضًا- إنما تنطلق في ذلك من ثقة بالقيادة وولاء للوطن ومعرفة بشخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي كان كما عهدوه دائمًا في كل مواقع المسؤولية التي تحملها منذ نعومة أظفاره وفيًا لهم ومحبًا لوطنه ساعيًا لأعمال البر والخير وراعيًا لها.. لقد عرفوه جميعًا، وكان قريبًا منهم وإن بعدت المسافات. أما الترحيب الكبير الذي تلقاه زيارة خادم الحرمين الشريفين من لدن سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز بزيارة القائد الوالد فهو يعبر عن مشاعر كل إنسان في المنطقة لأنه صادر عن مسؤول يعرف حقيقة مشاعر المواطنين، فهو قريب منهم مفتوحة أبوابه لاستقبالهم يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وهو بذلك يسير على خطى آبائه من قادة هذه البلاد.. فحيا الله سلمان بن عبدالعزيز وهو يقود الأمة إلى بر الأمان.. وحياه الله وهو يزور المنطقة يتفقد أبناءه وعشيرته وأهله.. وحيا الله سعود بن نايف وهو ينطق باسمنا جميعًا ويعبر عن ترحيبنا بزيارة القائد الوالد الإمام بأحرّ العبارات وأجملها وأوضحها.. أهلاً بسلمان الخير.. سلمان الحزم والعزم والعدل.. سلمان القائد والرائد الذي لا يكذب أهله.