نجيب الزامل

يا سناء بنت عبدالرحمن الجعفري: نعم، لماذا لا؟!

لما كلمتني السيدة العظيمة الأستاذة سناء الجعفري (رحمها الله) مساعد مديرعام التعليم بالمنطقة الشرقية قسم البنات، بموضوع تشيدُ به بفريق تعليمي منجز تحت إدارتها، كنت أسمع لها بفخر، وكأن للفخر صوتا يصل للقلب، وصدَّقتُ أن «القلب يسمع قبل الأذنِ أحيانا». ولفتتني جملة استشهدت بها الإدارية المتميزة حين قالت: «كثيرون يسألون لماذا، وأنا أحب أسال سؤالا آخر فيه حركة وإبداع واستشراف، وهو:«لماذا لا؟!».لماذا لا؟ هي كل المسألة إذن.وصديقنا الدكتور عبدالرحمن المديرس مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية يحمل فكرا مميزا، فهو ليس رئيسا نمطيا كما أعرفه بل قائد صاحب فلسفة ونظرة بالحاضر، ونظرٍ للمستقبل. ومثل الأستاذة سناء يرحمها الله يمتلئ فخرًا بكل ما ينجزه فريق العمل بإدارته، وأعرف شخصيا من خلال تواصلي المباشر مع الدكتور المديرس والعاملين معه، ان هناك مصنعا حيويا للأفكار رغم ثقل الأداء البيروقراطي، ويثبتون أن العقلَ أكبر من البيروقراطية.من طرف آخر، سمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود حرم سمو أمير المنطقة الشرقية، تُحدِثُ حراكًا ملحوظًا بنواحٍ عدة. أولها، ما أعرفه عن قرب، في حماستها للارتقاء بمفهوم العمل الميداني التطوعي- وهو ما أزعم دوما أنه السبب الرئيس في ارتقاء المجتمعات المدنية، ودافع لرفعة كامل الأمة وتشجيعها لأي عمل يطور المفهوم السائد، بل يغيره ويلبسه الواقع المنطقي، والطابع العصري. كنا دوما نسأل لماذا أسماء مدارس البنات بالأرقام؟ فنقول المدرسة العاشرة، والثانية والعشرين وهكذا بكل مدارس البنات بالمملكة، ونحار ونحتار.. حتى تعوّدنا. حتى «لماذا» المشلولة لم نعد نسألها، لقد تعودنا على الأرقام وأخذناها من طبائع الأحوال، وهنا أخطر شيء لما تجمد العقول وتقبل ما ينافي أصل طبيعة العقول.. لكنه للأسف يحدث دائما، لذا تجمد بعض الأمم، بل أكثر من ذلك..تنحدر!على أن الشخصيات والعقول أعلاه، مضوا بإجابة السؤال الحركي العملي: «لماذا لا»؟لذا، طرحت سمو الأميرة عبير إقامة منصة بقائمة لمعلمات وعاملات سجل لهن تاريخ المنطقة التعلمي سطورا لامعة في تغيير وتطوير وتحسين الإجراء الإداري التعليمي، واكتشفنا أن لدينا رائدات شامخات في هذا العمل النبيل، وكانت ستطمرهن كثبان النسيان لولا هذا السؤال العملي العبقري «لماذا لا»؟!سناء الجعفري أحدثت حركة قوية في تطوير العمل الإداري والتعليمي بالمنطقة، ومن محادثاتي المعدودة معها، كانت تصر على الضغط على مخارج الحروف باللغة العربية الفصحى، وكأنها تضغط بصدق حماستها على الأفكار لتصل لمستمعها بذات الطاقة الحماسية التي تعتمل بها. لذا فُتح تاريحٌ جديد بالمنطقة، وأظنه الرائد الأول في كل مدارس البلاد الحكومية، وكأن قبة السماء التعليمية لمعت بها نجمةٌ جديدةٌ حين غُيِّر اسم المدرسة العاشرة بالدمام إلى اسم العبقرية الطيبة الراحلة سناء بنت عبدالرحمن الجعفري.. وستشرق بعد ذلك عشرات النجوم.كان الاحتفال البهيج في إطلاق اسم المرحومة بإذن الله الأستاذة سناء بحضور افراد عائلتها، وهنا لمسة إنسانية تخطف القلوب.. وكان الدكتور المديرس يحدثني، وخيل لي أن صوته يكاد يتهدج بنُذر البكاء من فرحته وتأثره.. ومن يلومه؟!يا سناء بنت عبدالرحمن الجعفري: نعم، نعم «لماذا لا»؟