عبدالله العصيمي

متى نقول للتاريخ ها نحن عدنا؟

الكثير من أفراد مجتمعنا في هذه السنين منكب على مشاهدة المسلسلات الأجنبية المليئة بالأفكار واللقطات غير الأخلاقية التي تضر بنا كمجتمع وبعقولنا الباطنية، تنتج جيلا لا يهتم بالقيم ولا المبادئ التي تربينا عليها، والتي أمرنا بها الدين الإسلامي؛ مما يحيدنا عن الأسلوب الأمثل للعيش بكرامة ورقي. الكثير من المراهقين يتناقشون في هذه المسلسلات وفيها لقطات قد لا تصدق أن من هم بأعمار تحت 15 سنة يشاهدونها!. وإضافة إلى ذلك، يغفل المجتمع عن تاريخ الحضارة الإسلامية وما يحتويه من قصص جمة ممتعة ومفيدة وقد عمل منها مسلسلات كمسلسل عمر وصقر قريش والحجاج.. الخ. معرفة هذه القصص تثري المجتمع وبخاصة الشباب لما هو أفضل وهنا يأتي دور إعلامنا في نشر مثل هذه القصص.المسلسلات السابقة الذكر فيها تركيز على تثبيت الصفات الحميدة وزيادتها كالكرم والصدق والشجاعة والمروءة وغيرها كثير، وهذا ما يحتاجه أي إنسان يسعى لأن يصبح عظيماً ليساعد في بناء وطنه ويشارك في صناعة تاريخ جيله، ناهيك عن أنه لا توجد فيها لقطات مخلة للأخلاق ولا مدمرة للقيم. إذا لم نهتم بالمسلسلات التي تحكي قصص تاريخ أمتنا وأمجادها ولم نقرأ قصص عظمائنا وبطولاتهم؛ فحتماً سيؤدي إلى تخلف الأمة. عندما يشاهد شبابنا مسلسلات تعرض عظماء الإسلام وقادته على مر التاريخ فإن التأثير سيكون إيجابيا، لتعلو الهمم ويكبر الطموح في نفس كل شاب، وبهذه الهمم وهذا الطموح سيرقى شبابنا بأمتنا. فبعد مشاهدة مسلسل يحكي عن قصص الخلفاء الراشدين أو ممن جاء بعدهم وتبع رسولنا صلى الله عليه وسلم ونفع به الله الأمة وقادها من عزة إلى عزة، فإن هذا يحرك في النفس الإصرار على العزة والكرامة والبعد عن الخضوع للأمم الأخرى. دور هام لإعلامنا يجب أن يظهر؛ فكثير من شبابنا لديه نقص معرفي كبير بتاريخنا الإسلامي، ومن هنا تظهر أهمية إعلامنا من منتجين ومؤلفين ومخرجين وغيرهم في تغذية مجتمعنا بالحضارة الإسلامية، منجراتها، مميزاتها، وأهم عظمائها، والتي ستعزز الثقة في كل فرد من أفراد المجتمع مما يؤدي إلى رفع سقف الطموحات والبحث عن نجاحات مماثلة لما فعله عظماء المسلمين من قبل، وبذلك نصل إلى مكان أفضل من مكاننا الحالي بين الأمم. الجميل في تاريخنا أنه مليء بالأحداث والقصص الملهمة والتي تغنينا عن خلق شخصيات من خيال حتى نبرز ما نريد مما يسهل علينا إنتاج ما هو مفيد بسهولة ويسر.الحقيقة التي يجب أن ندركها أننا لا نعلم الكثير عن تاريخنا، بل إن القليل الذي نعلمه قد يكون أكثره مزيفاً ومشوهاً. يجب علينا أن نتعلمه بكل ما نستطيع وأن نصنع التاريخ. صناعة التاريخ هي حمل على عاتق كل جيل؛ فكل جيل يجب أن يصنع تاريخه الذي يعتز به وتذكره الأجيال من بعده ويجازى به من عمل على خدمة الإسلام والمسلمين بالأجر من عند الله. ختاماً، يجب أن نحاول تغيير واقع تاريخنا الإسلامي المزيف، ويجب أن نزيح الغبار عن قصص منسية لعظماء مسلمين أقل ما يقال عنهم إنهم عمالقة التاريخ الإنساني، فسيأتي يوم بإذن الله نقول فيه للتاريخ ها نحن عدنا وها نحن نثبت الوجود ليس فقط بين الأمم بل على قمة الأمم.