كلمة اليوم

صواريخ إيران تهدد المنطقة

النوايا الحسنة، لا تقاس بالفذلكات الإعلامية، ولا بالتبريرات السياسية، فالعديد من الدول تمتلك مصادر معلومات، تؤكد أن النظام الايراني، يسعى جاهدا، ليس لتعزيز إمكاناته العسكرية، وإنما يسعى للسيطرة وتهديد الامن والاستقرار الاقليمي والعالمي، وعلى الدول ذات العلاقة ألا تتفاجأ مستقبلا بأن نظام ايران يحذو حذو كوريا الشمالية في هذا الجانب، مهددا امن الطاقة والممرات الدولية، دافعا دول العالم نحو خيارات قاسية.ايران اليوم تختبر قدراتها الصاروخية في سوريا والعراق واليمن، وتستغل ثروات وموارد الشعوب الفقيرة بحثا عن اليورانيوم وتحديدا في افريقيا، وان لدى الايرانيين تصورات بعيدة وحالمة، خاصة وانهم يرون أن الادارة الامريكية تراجعت عن التواجد في الاقليم وانسحبت باتجاه آسيا وتعزيز الأمن الأوروبي، حيث تحاول ايران استخدام ملء فراغ القوة، وتأمين احتياجاتها العسكرية بالتعاون مع روسيا وكوريا الشمالية، حيث تواجه هذه الصناعات انعدام الدقة، بسبب ضعف الجوانب التقنية، وبسبب الحصار المفروض على هذه الدول، وعليه فإن ايران تغامر وتقامر بالامن الاقليمي والعالمي، إن هي فكرت في امتلاك مثل هذه الصواريخ الاستراتيجية.ايران تثبت وبما لا يدعو للشك أنها دولة غير مسؤولة وانها بحاجة ماسة للتأهيل، والدليل على ذلك انها طورت العديد من الصواريخ، وزودت بها الحوثيين لتنطلق باتجاه المدن السعودية، ولتوجه الى البوارج الامريكية في باب المندب مؤخرا، كما منحت ايران صواريخها لحزب الله لتطال السفن وبعض المدن السورية، كما ان صواريخها الباليستية اصبحت مصدر تهديد للامن الخليجي، والعربي، وهذا يستدعي دول الخليج للبحث بشكل جاد لتأمين أمنها الوطني.الكل كان ينظر لفترة الادارة الامريكية الحالية، بشيء من الارتباك، وذلك لعدم الوضوح في خياراتها السياسية، والارتباك في الموقف من الازمات الاقليمية، وان التمادي الايراني بالقطع لن يتوقف عند حدود دول المنطقة، وقد اثبتت الاحداث ضلوع ايران في دعم التنظيمات الاوروبية والتفجيرات الارهابية في كل مكان وايواء قادة القاعدة، وتمكين داعش من السيطرة على الموصل، لتبرير تدخلها العسكري.العالم اصبح متشابكا من الناحية الامنية والمعلوماتية والمصالح الاقتصادية، واصبحت المجتمعات تنظر بشيء من الاستغراب للسلوك السياسي الامريكي، وان هذه الدول وهي تبحث عن خيارات جديدة نتيجة هذا السلوك، فإنها ايضا تتطلع لأن تكون الادارة الامريكية القادمة أكثر حزما وتفاعلا مع مشكلات المنطقة.ان استخدام صواريخ باليستية يزيد مداها على 2000 كم، وتزيد نسبة الخطأ فيها على 70% أمر يستدعي الحذر، والخشية، ويثير مخاوف الدول والمجتمعات، والمنظمات الدولية، فجنون العظمة والمخاوف الداخلية من الانهيار، والفشل في البناء والتنمية، وعواقب التدخلات في دول الجوار، تؤكد وبما لا يقبل الشك، أننا امام كوريا شمالية جديدة، لا تضبطها اخلاقيات او قوانين دولية، فهي ماضية بهذا الاتجاه على حساب شعوبها التي تترنح، والتي تطالب بالانفصال، بسبب الفقر والجوع والقمع والسجون، التي تغيب عن التقارير الدولية.العميد حسين سلامي، سبق وأن تفاخر وتباهى بأن امريكا وروسيا وعددا قليلا من الدول من يمتلك هذه الصواريخ، وان ايران اليوم أصبحت واحدة منها، هذا ما اشار اليه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كما ان ايران تبيت النية باتجاه تحالفات دولية جديدة، بدأت بمنح روسيا حق استخدام القواعد الجوية الايرانية، وهي لن تتوانى عن استخدام كافة الاسلحة في معركة تحرير الموصل اذا ما وجدت أن الادارة الامريكية تضبط الايقاعات وفقا لترتيبات سياسية جديدة في العراق، قد تمهد لإضعاف الورقة الايرانية.