تصريح وتجريح

كثر في الفترة الأخيرة تداول الكثير من التصريحات والتعليقات من كل فئات المجتمع، وكلها تتناول الوضع الاقتصادي لهذا الوطن الغالي الذي يرفل بالخير والأمن والامان. فلقد أخذ موضوع البدلات وتسليم الرواتب الكثير من التعليق والتهريج والتصريح والتلميح كل حسب تفكيره وقناعته، ولكن تعليقات الكثير منهم أخذت منحى التجريح والتعليق والخوف من ان يفقد المواطن ما تعود عليه مع ان القرار وضح في حينه ان هذه التعديلات في البدلات، لن تستمر طويلا وان اقتصادنا يمر بمرحلة انتقالية سوف تسر الجميع.ان الوطن وحبه والتضحية من أجله لا تعادلها كنوز الارض، وان ما تم نقاشه حول التقشف وغيره يجب ان لا يأخذ اكثر مما أخذ. نحن نحتضن ثروات متنوعة في كل بقعة في ارضنا وان ما تم الإعلان عنه من قبل سمو ولي ولي العهد عن الرؤية، وما يخطط له لجلب الخير وكل ما يسعد الجيل القادم ومشاريع سوف تكون داعمة لاقتصاد هذا الوطن.ويجب ان لا ننسى ما مرت به اليابان وكوريا، وكيف اثبتت للعالم ان بناء المواطن وتشجيعه ودعمه هو الذي سوف يحقق كل الأماني، لذلك نحن في هذه الفترة يجب ان يكون توجهنا زرع الثقة والتفاؤل في تلك النفوس التي تتمنى ان تقدم الكثير من التضحيات، وان لا نزعزع ثقتها في كل من عمل ويعمل ويدافع ويضحي من اجل هذا الوطن الحبيب، ونستعرض خدماتهم المتميزة. نحن شعب جنودنا تواصل ليلها بنهارها للدفاع عن حدودنا في الحد الجنوبي، ونحن من افشل مخططات من يحاول ادخال السموم لهذا الوطن ونحن من يخدم ضيوف الرحمن في كل المواسم. ونحن ثبت للعالم قدرتنا العلمية في مجالات الطب والعمليات المعقدة. ونحن نغرس القيم والعلوم في نفوس الصغار في كل هجرة وقرية ومع الأسف نسمع من يقول ان الموظف السعودي لا يعمل اكثر من ساعة، وان الوطن على وشك الافلاس. ان هذه التصريحات تولد نوعا من الإحباط وعدم الثقة في نفوس الأجيال الواعدة التي سوف تسجل تاريخ الوطن ومسيرته بحروف من ذهب، وتفخر بما قدمت الأجيال السابقة من تضحيات متعددة كل في موقعه.من اجل ذلك يجب ان تكون حواراتنا وتصريحاتنا تنطلق من واقع نعيشه ونلمسه في كل موقع، وإن كان هناك تقصير يجب ان لا يعمم وان لا نعطي من يحقد على هذا الوطن مجالا لتداول امور لا أساس لها من الصحة. وان كل كلمة يجب ان تكون دافعا للعطاء وزرع الثقة، فالوطن بحاجة لسواعد تبني وتحب وتضحي وتدافع، ولا مجال للتعليقات التي أخذت مجال النقد والتجريح اكثر من التوجيه والتصحيح.. الله يحفظ هذا الوطن فهو قبلة للجميع.