صالح بن حنيتم

وش عندكم غير السلامة المرورية؟!

من اجل تسليط الضوء على لجنة السلامة المرورية، تاريخها، أهدافها، منجزاتها وكذلك تعريف الجمهور بجائزة السائق المثالي، عقدت في دار اليوم ندوة حول السلامة المرورية في يوم 19 أكتوبر 2016. ومن اجل ذلك تم الترتيب والتجهيز لتلك الندوة وتم توجيه الدعوة للمهتمين وأصحاب الرأي وبحكم ان الدعوة كانت عامة استخدمت تقنية (الواتساب) وكان هناك حرص على نشر الدعوات في الفضاء (الواتسابي) الرحب لكل تلك المجموعات (الواتسابية) للمهتمين وغير المهتمين بالسلامة المرورية للحضور لتلك الأمسية! كوني أرتدي (قبعة) السلامة المرورية كعضو في اللجنة و(قبعة) الجريدة ككاتب رأي في الجريدة، كنت أتساءل وكلي حماس مع الأخ احمد بن حنتوش مدير تطوير الاعمال وعلاقات القراء والمنسق للندوة من قبل الجريدة، ماذا لو زاد عدد الحضور على المتوقع! (واحد متحمس) !! هل لديكم ما يسمى (خطة-ب)؟ لأنه كما تعلمون مثل هذه الدعوات العامة لا تستطيع ان تتنبأ بالعدد المتوقع، قال نعم لدينا قاعة مجاورة وبإمكاننا ان نستخدمها ان لزم الامر.ولما للتقنية من أهمية انتقلنا للحديث عن تقنية الصوت والعرض وكل ما يلزم للظهور بتلك الندوة بمظهر لائق لأننا لا نريد ان يتفاجأ الضيوف بأي إخفاق خصوصا وان لدينا في البرنامج أكثر من فيلم، فلدينا فيلم يحكي قصة لجنة السلامة المرورية، وفيلم آخر يتحدث عن جائزة السائق المثالي وأخيرا مقطع توعوي من خلال العرض الذي سيتم عرضه بعنوان اخلاقيات القيادة بالإضافة الى فقرات البرنامج الاخرى.عندما بدأت الندوة، كانت الصدمة في قلة عدد الحضور، وكأن لسان حال من لم يحضر يقول (ما عندكم غير السلامة المرورية؟!) وربما في دواخلهم عبارات أشد قسوة من ذلك! انا شخصيا استفدت درسا من تلك الندوة لأنني كنت دائما اشكك فيما يقال حول الخلل في اهتمام الجمهور، وأن المواضيع الهامة مثل السلامة المرورية والاقتصادية او السياسية وغيرها ليست مواضيع جاذبة للجمهور. الجاذب لتلك المنتديات مثل الشعر، والفن والكرة وزد على ذلك مشاهير (وسائل التواصل الاجتماعي) هل فعلا نحن لا نلقي بالا او أهمية للمواضيع الجادة؟ الى حد ما (نعم) وقد شاهدت بأم عيني في أكثر من ندوة او ملتقى، ولم أجد اقبالا يوازي الاستعدادات لتلك الملتقيات. بينما نجد القاعات تكتظ بالجمهور عندما يكون هناك نجم رياضي او فنان او أحد مشاهير الاستهبال! مع شديد الاحترام لكل مشهور احترم نفسه ولم يكن للاستهبال مكان او سبب فيما وصل إليه من شهرة.البلد يعاني كثرة الحوادث المرورية والتي تسبب خسائر بشرية بالآلاف ومادية بالمليارات، ونتيجة لهذه الأرقام المخيفة والمخيبة للآمال، توقعنا ان يكون هناك اقبال لسماع ماذا ستقدم لجنة السلامة المرورية او ماذا قدمت من انجازات في هذا الجانب في تلك الأمسية، كان من التوقع كذلك ان يشهد الجمهور فقرة (جائزة السائق المثالي) والتي نحلم جميعا ان يصبح الكل (قائدا مثاليا) والمخالفون والمتهورون هم القلة! هل نحلم بذلك اليوم؟ وهل نتوقع تاريخا لرؤية ذلك الحلم حقيقة على ارض الواقع؟ - أترك لكم حرية الإجابة! ما دام الجمهور لا يحبذ الحضور لمثل هذه الندوات، ما الحل؟ الحل من وجهة نظري ان نكون خلاقين في كل ندوة او ملتقى من خلال طرح المواضيع الجامدة بحيوية وتغليفها بحلا التشويق وسكريات الابداع، وأحد هذه الحلول ان يقدم مثل هذه الندوات أحد مشاهير الأندية او الفن ان لزم الامر لان لهم محبة عند الجماهير، وهذا (الحب) مربط الفرس لان من يحبك سيستمع لك حتى لو (ما عندك سالفة).اختم بنصيحة للمشاهير ألا يبالغوا في المطالبات المادية عندما يطلب منهم المشاركة في أي منتدى من خلال توجيه رسائل توعوية سواء كانت لجمعيات خيرية او جمعيات مدنية لكنها غير ربحية، عليهم ان يتذكروا جيدا ان جمهورهم الذي تابعهم هو أحد أسباب الثراء الذي وصلوا اليه، ومن ابسط حقوقهم ان يساندوهم او يغردوا او يشاركوا في تلك المنتديات غير الربحية، والتي من شأنها ان تساهم في حماية ارواح متابعيهم الذين هم من محبيهم او معجبيهم، أليس من حقهم عليهم ان يساهموا في توعيتهم وحمايتهم؟.