كلمة اليوم

العلماء يحذرون من التطهير العرقي بالموصل

البيان الذي أصدره الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حذر الحكومة العراقية من مغبة مشاركة الميليشيات الطائفية في الحرب الدائرة رحاها الآن لتخليص الموصل من سيطرة تنظيم داعش، وهو تحذير لابد من الأخذ بأسبابه الكامنة وراء ما سوف تجره تلك الميليشيات من تطهير عرقي للسنة في الموصل، وتلك أسباب مرتبطة بتاريخ الميليشيات الطائفية التي ما فتئت تقتل العراقيين على الهوية لتصفية التواجد السني في مختلف المحافظات العراقية.لا يمكن ربط الحرب على داعش بتسهيل عمليات تلك الميليشيات الطائفية في الموصل، فالنوايا التي تخبئها مرتبطة بخططها لتصفية الوجود السني في الموصل، وتلك نوايا معروفة ومشهودة وقد لا تخفى على سائر العراقيين، وبالتالي فإن تسهيل عملياتهم قد يكون سببا مباشرا لعمليات طائفية مرفوضة يريدون من ورائها تصفية السنة في محافظة منيت باستيلاء التنظيم الداعشي على مقدراتها ومقدرات أهلها.مشاركة تلك الميليشيات في الحرب ضد داعش سوف تتخذها سببا وذريعة للتطهير العرقي لأهل السنة بالموصل كما جاء في بيان العلماء، وتلك ذريعة لابد من الاحتياط لأخطارها الوخيمة على أهل الموصل فهم يتوقون الى التخلص من التنظيم الارهابي الذي جثم على صدورهم زمنًا ولا يتوقون الى دخول من يناصبهم العداء الى محافظتهم وهم فلول تلك الميليشيات التي لا تضمر الخير لأهل الموصل ولا لغيرهم من العراقيين.تسهيل مشاركة الميليشيات الطائفية في الحرب الضروس الدائرة الآن في الموصل يعني فيما يعنيه تأجيج الصراع الطائفي من جديد في محافظة كبرى من محافظات العراق طالما حبذ أهلها الخلاص من هذا الصراع وإسدال الستار على آخر فصوله، فالتدخل من قبل تلك الميليشيات سوف يثير موجة عارمة من الطائفية التي لم تلحق بالعراق وأهله الا الدمار والخراب والتدمير والحروب وتأجيج الصراعات بين سكان المحافظات العراقية.الحفاظ على الأرواح والممتلكات في الموصل يقتضي اضافة الى مواجهة التنظيم الداعشي البغيض العمل على عدم تدخل الميليشيات الطائفية في أي عملية من عمليات تصفية التنظيم وطرده من المحافظة، فكل الدلائل تشير الى انتصارات باهرة يحققها الجيش العراقي منذ الساعات الأولى لدخوله الموصل على فلول تنظيم داعش الارهابي، وبالتالي فإن الجيش العراقي وحده هو المخول دون غيره بتصفية الوجود الداعشي في الموصل.وإزاء ذلك فإن تنظيم الحشد الشعبي لابد أن يكون بعيدا عن العمليات العسكرية التي تدور الآن في الموصل، فقد عرف هذا التنظيم بعملياته المكشوفة داخل العراق ذات العلاقة بالتطهير العرقي للسنة، فلا يجب أن يكون تدخله في حرب الموصل ذريعة للمضي في أساليبه المعروفة المرفوضة من قبل العراقيين التواقين للخلاص من الطائفية وهم يقومون ببناء العراق الجديد بعد تصفية داعش وتسوية مختلف الأزمات العالقة في العراق.لقد تمكن الجيش العراقي من تضييق الخناق على تنظيم داعش داخل مختلف المحافظات العراقية التي تواجد فيها، ولم يتبق الا الخلاص من هذا التنظيم داخل محافظة الموصل، وفي مقدوره وفقا لانتصاراته الحالية الملحوظة أن يحقق انجازا باهرا بانتصاره على فلول ذلك التنظيم ودحره والخلاص منه دون التدخل من أي جهة من الجهات.