أنيسة عبداللطيف السماعيل

الضغينة وأثرها

العلاقات الاجتماعية من أجمل وأرقى سبل التواصل بين الأصحاب والأحباب، وأهمها وأعظمها العلاقه مع الأسره التي هي أهم شيء في حياتك لذلك يجب أن تحمل أجمل شعور وأرقى تعامل في الوجود لأن الأسرة لها الفضل الأول في وجودك بعد الخالق خاصة فيما يتعلق بعلاقتك مع والديك وأخواتك الذين وجودهم ورضاهم رضا للخالق العظيم. التعامل الأسري يجب أن يبنى على أمور أساسية، وأهمها الاحترام والاهتمام والتسامح والصراحة والوضوح والبعد عن الضغينة التي تولد الحقد وهي تضر النفس والجسد وتولد المهالك، وكما ورد في القرآن الكريم قال تعالى: (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) سورة «محمد» آية:29 إن الضغينة المكبوتة في النفس تدمر صاحبها لذلك نجد البعض قد يصل لمرحلة الانتقام كما حصل في جريمة نحر الطفلة التي قتلتها زوجة أبيها مع أنها كانت أما وتعيش حياة سعيدة وسط أسرة كبيرة لكن حقدها وكراهيتها لما يختلج في خاطرها يتراكم ويتضخم في نفسها مما جعلها تخطط وتدبر وتنفذ. لم تفكر في مصيرها وأولادها.. كانت الضغينة التي كبرت في نفسها هي التي تأمرها وهي تنفذ الجريمة، فإظهار الضغينة من داخلها ضيع عمرها وأعمى بصرها.وكذلك نستعرض جريمة أخرى حصلت في الغربية وهي ما قام به المعلم من قتل والده الأكاديمي وأخته وإصابة والدته وكذلك إصابته لنفسه لقد كان من ارتكب الجريمة معلما يعاني من أمور تختلج في نفسه مع أنه يعيش وسط أسرة كريمة ومتعلمة ولكن كانت هناك أشياء في نفس ذلك الشاب لم يفصح عنها وَمِمَّا قيل إنه كان يعاني نفسيا.إن الكتمان في نفوس البعض قد يولد كبتا وضعفا واهتزازا قد تنطلق في لحظة لتدمر النفس ومن حولها خاصة فيما يتعلق بالأمور الأسرية وفي ظل متغيرات الحياة التي أرهقت الجميع وكلفتهم حياتهم في بعض المواقف.لذلك نتمنى أن تكون تلك العلاقات فيها من الصراحة والوضوح ومعالجة الأمور وسماع الرأي الآخر مهما كان مصدره وألا نستخف به وخاصة رأي الصغار فقد تكون لديهم أفكار تغير أمورا كثيرة لقد كان الصحابة يسمعون رأي الصغير قبل الكبير ويقدمونه في المجالس لذا علينا تغيير طريقة تعاملنا في الأسرة ويكون دورنا رياديا ومميزا يهتم بالأمور النفسية قبل الجسدية ويمنح كل فرد دورا أساسيا في صنع واتخاذ القرار وعدم التهميش..إن المجالس العائلية هي من أهم المجالس..والحوارات الأسرية من أهم الحوارات للتربية السليمة.كم نحن بحاجة لمن يسمع وينفذ ويحاور لكي لا تتراكم في نفوسنا أمور يصعب تفكيكها والتعامل معها لأن الكتمان يحرق الإنسان ويدمر الكيان، فيجب سماع وجهة نظر من حولك وأفكاره وعدم تهميشه لكي لا ينفجر ويحرق من حوله، إننا مجتمع يدين بأجمل دين ويعزز كل نفس بشرية مهما كان دورها في الحياة.