د. سعيد أبو عالي

عبدالعزيز بن جاسم كانو.. الصديق الصدوق

تتشكل الصداقة بين فرد وآخر، أو بين عائلة وأخرى، أو بين فرد ومجتمع. وإن (صداقة) نشأت بيني وبين عائلة «كانو» عن طريق ابنها البار الوجيه عبدالعزيز بن جاسم كانو - رحمه الله-. لقد كان عبدالعزيز يفخر بأصدقائه ويشيد بمحاسن أقوالهم وأفعالهم، بل إنه كان ينظر إلى الصداقة بأنها أهم من المال. وأستطيع أن أقول عنه إنه كان صديقا للمجتمع العربي وللعائلة الخليجية على وجه الخصوص.وإذا كنت ممتنا لصداقتي مع عائلة كانو - وأنا دائما كذلك- فإن علاقتي مع عبدالعزيز كانو تتجدد كل يوم مثلما تشرق علينا الشمس في كل صباح. وستبقى هذه الصداقة نقية ناصعة صافية كلما ذكرته من خلال أقواله ومواقفه.إن صداقتنا - عبدالعزيز وأنا- لها مذاق إنساني خاص وينطبق عليها قول الإمام الشافعي - رحمه الله- «سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا».وإذا فقدت عبدالعزيز بن جاسم كانو فإن أملي يبقى متجددا في أبنائه علي وسعود وبدر ونواف، وفي عميد العائلة الوجيه مبارك بن جاسم كانو، والذي يمثل صمام الأمان لجميع القيم والمثل العليا التي تميزت بها عائلة كانو. وما المهندس الدكتور عبداللطيف بن جاسم كانو إلا منارة ساطعة بمقالاته وأبحاثه العلمية، ولعلاقاته الواسعة مع أهل الفكر والأدب يتوجها مشروعه الذي تتسامى به المنامة عاصمة البحرين (بيت القرآن)، ويأتي الوجيه خالد بن محمد كانو المتميز بعلاقاته الطيبة على مستوى العالم، وبثاقب نظرته إلى (العلم) بأنه هو المحرك للتطوير والإبداع والنجاح، أما فوزي بن أحمد كانو وسعود بن عبدالعزيز كانو فهما يمثلان روح التجدُد في هذه العائلة الكريمة.حلف مع الفضيلة:إن المساحة المخصصة لمقالي هذا لا تسعفني في الكشف عن مناقب هذه الأسرة. ولكني أقول: إن عائلة كانو منذ حياة الجد الأكبر لها وهو الشيخ يوسف بن أحمد كانو - رحمه الله- قد تحالفت مع العلم من خلال تكريم ودعم العلماء وطلاب العلم، ومع أعمال الخير والبر من خلال تأمين الماء العذب، وإقامة المساجد، وتشييد المشافي، ودعم جامعة البحرين، وأخيرا إنشاء (جائزة يوسف بن أحمد كانو) لرعاية العلماء والمفكرين والباحثين والمبدعين في جميع أرجاء الوطن العربي الكبير. هذه الجائزة التي رعاها عبدالعزيز كانو - رحمه الله- منذ إنشائها في عام 1998م وحتى سلم أمانتها وموروثها النبيل إلى ابن أخيه الوجيه خالد بن محمد كانو في عام 2015م. إنني هنا ولكوني أحد الأمناء المؤسسين لهذه الجائزة منذ نشأتها أجعلها أمانة لدى خالد بن محمد كانو، وفقه الله. البحرين والخليج العربي وأبناء الأمة العربية ودعت ابنها البار عبدالعزيز بن جاسم كانو إلى مثواه الأخير وقد ناهز الخمسة والثمانين عاما من العمر، قضاها في العمل المثمر في مجال التجارة والاقتصاد، وعمل الخير.يا عبدالعزيز كانو: سأبقى وفيًا للصداقة التي بنيناها معا فهي صداقة لحمتها الإخلاص وسداها الإنجاز. رحمك الله رحمة واسعة وجمعنا في دار النعيم..(إِنا لِلهِ وإِنا إِليهِ راجِعون)