اليوم - الوكالات

حظر الاتجار في قردة «جبل طارق»

حصلت قردة مكاك بربري، الثدييات الوحيدة غير البشرية في أوروبا، على أعلى مستوى حماية للأنواع في اجتماع مؤتمر التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض بمدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا.وفي الوقت الذي يحظى فيه 200 قرد بحياة آمنة في جبل طارق، فإن أعدادها تتراجع سريعا في بيئاتها الطبيعية بشمال أفريقيا.وتُهرَب المئات من صغار قردة المكاك سنويا بصورة غير شرعية من البرية إلى أسواق الحيوانات الأليفة الأوروبية. وحظرت الدول أي شكل من أشكال الاتجار في هذه الأنواع.ويظهر أن قردة مكاك بربري متخصصة في العزلة. وهي النوع الوحيد من الثدييات الأفريقية التي تعيش شمال الصحراء وأنواع المكاك الوحيدة في أفريقيا.ويقدر الخبراء وجود ما بين 6500 و9100 من هذه القردة تعيش في جماعات تنتشر في المغرب والجزائر.وفي عام 2008 صنف الخبراء هذا النوع بأنه مهدد بالانقراض كما أن أعداده انخفضت بنسبة 50 بالمائة خلال 24 عاما.وبينما كان تدمير بيئاتها الطبيعية سببا رئيسيا في تراجع أعدادها، تبقى التجارة غير الشرعية عاملا مهما آخر.ويؤخذ حوالي 200 رضيع من قردة مكاك بربري كل عام من الغابات في المغرب.يستخدم بعضها كوسيلة جذب للسائحين لالتقاط صورها في شمال أفريقيا. بينما تباع غالبيتها للأوروبيين الذين يسعون لاقتنائها كحيوانات أليفة.ويباع الحيوان الواحد في المغرب مقابل 450 يورو، بينما يصل سعره في أوروبا إلى 2000 يورو.وقال ريكيرت ريجنين من الصندوق الدولي للرفق بالحيوان «يعتقد الناس فعلا أنها مناسبة لتكون حيوانات أليفة، إنها ليست كذلك، إنه أمر فظيع».«إنها تحتاج إلى الكثير من الاهتمام، فهي في الأساس تدمر بيتك، وعندما تكبر في السن تبدأ في انتهاج سلوكها الطبيعي، وهي عدوانية في بعض الأحيان».وينتهي المطاف بغالبيتها في ملاجئ الحيوانات.بين عامي 2001 و2015، كان هناك تقارير عن إنقاذ 545 قرد مكاك وإرسالها إلى ملاجئ، ومعظمها في فرنسا وبلجيكا واسبانيا.ومن المفارقات أنه في حين تنخفض أعدادها في البيئة الطبيعية بسرعة يزداد عددها في الملاجئ بصورة كبيرة.وهذه هي المرة الأولى منذ 30 عاما التي يهتم فيها مؤتمر التجارة الدولية للأنواع المهددة بالانقراض بزيادة مستويات الحماية لنوع من القردة. يوضح ريكريت أن هناك طلبا من المؤتمر بدعم أوروبي لوضع هذه الحيوانات ضمن الملحق الأول، ويعني أن «الحيوان يحصل على المزيد من الاهتمام من السلطات».وتشير التقارير إلى وجود 3000 قرد مكاك بربري كحيوان أليف في أوروبا، لذلك فالاتحاد الأوروبي حريص على بذل ما في وسعه للقضاء على هذه التجارة.ويترأس جربين جان جربراندي، وفد البرلمان الأوروبي في الاجتماع ويقول إن «هذه لحظة هامة لإنقاذ هذه الأنواع».وإذا ما حصلت قردة المكاك على المزيد من الحماية، فإنه قد يكون تأثيرا ما على منطقة جبل طارق.فإذا ما ارتفعت أعدادها نتيجة حمايتها بموجب الملحق الأول فإن السكان سيضطرون للسيطرة عليها من خلال وسائل منع الحمل وأساليب إنسانية أخرى.