مبارك بوبشيت

يوم الوطن

امتد عمره إلى أن تجاوز العقد الثامن وقريباً سيتناول القرن وهو بهذه القوة والعنفوان إنه وطني..الذي لم شمله المؤسس البطل.. عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. هذا الوطن الشامخ والذي ناف على الثمانين سنة وهو ينمو ويتألق... عمر كله عطاء لم يشب ولم يهرم ولم يضعف في كل يوم له بداية وفي كل عام له صوت يعلو وينطلق أعوام كلها تجديد في البناء. وطني كالجبال رسوخاً وثباتا وكالبحر زخماً وعمقاً وها هو واقف بشموخ الأبطال الأسطوريين بل كالمارد الجبار الذي يلتهم كل من أخافوه وتكالبوا عليه.. واقف كالنخلة العربية الأصيلة سامقة الجذع تصافح الشمس في شروقها وتربت على كتفها في مغربها هذه أرض الجزيرة العربية أرض الحرمين الشريفين التي تستقبل الملايين من الحجاج المسلمين قاصدي الكعبة المشرفة والبيت الحرام ويمر عليها في كل عام يومها الوطني وتبدو أمامه متبرجة بجلابيب الفرح وبالبناء في كل جوانب الحياة.. مصانع وزراعة وطرق وتكنولوجيا ورجال يمتطون صهوات المستحيل بأعين ألفت صهيل الخيل فروضتها واستعرضت تضاريس المستقبل ومرت عليها فأطاحت بها وغالبتها فبعثت مئات الآلاف لتنهل العلم من كبرى الجامعات العالمية وليعودوا لنا ربابنة سفن ستعبر بنا إلى شواطئ الأمل والرفعة هذا هو وطننا يخطو بخطى ثابتة وعظيمة وواسعة.بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين ونظرته الثاقبة المتطلعة نحو مستقبل واعد بالنماء نعم.. إنه الوطن هذا الوطن الذي يحب الجميع ويحبه الجميع حتى صار ملكه هو ملك الإنسانية في المساعدة بالغذاء والدواء والعلاج والدفاع عن الإنسان في كل مكان بالكلمة والسلاح كما هو في اليمن ووو.. هذا هو الوطن الذي يذكرنا بمؤسس هذه المملكة ولم يكن يذكرنا لأننا لسنا من ينسى من استنبت شجرة الأمن في قاحلة ما بين الدمام وجدة وبين حائل وجازان صقر الجزيرة وعاهلها..ويغمرنا اليوم الوطني بالحب والمودة ويمنحنا التلاحم الذي لا مثيل له في وطن بمساحة قارة أخلص سكانه لولي أمرهم كل الإخلاص وبايعوه على (نعم) التي ليس بعدها (لا) لأنهم عرب مسلمون. إذا قالوا نعم فإن نعم دين عليهم واجب.بلد الحرمين في يومه الوطني يفرح فرح المنتصر في الحج هذا العام، فرح من أرغم المغرضين والمرجفين والمنافقين هذا الوطن المترامي الأطراف ليس مساحة جغرافية بتضاريسه بل هو وجدان وإحساس وحضن دافئ يضم أبناءه بمحبة وحنان وأمل ولذلك تجده ساكنا بين الأضلاع.. نحن نسافر عنه ونفارقه ولكن العجب هو بقاؤه بين أضلاعنا نبضاً حياً وحباً دافئ المعالم، يومنا الوطني له طعم التمر ورائحة النخيل وظلالها الوارفة شعارنا في ذلك شموخ والدنا خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره في طاعته وحفظه من كل سيئ ومكروه وأعاد الله علينا هذه المناسبة أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ووالدنا يرفل بالعز والصحة والرفعة.واخيراً:إن توحيد هذه الجزيرة/‏ القارة على يد والدنا الجليل صقر الجزيرة لهو معجزة كبرى في هذا القرن الذي كانت بدايته تخلو من الأسلحة الممتازة والمواصلات الممتازة والاتصالات الممتازة فجمعها كلها من الكويت إلى جازان ومن البحرين إلى البحر الأحمر، بطرق بدائية بالنسبة لعصره في الطرق والتكنيك والاقتصاد متواضع إلى حد كبير ولكن الهمة العالية لم يثنها ما واجهها من صعوبات.ونحن في يومنا الوطني نرفع لخادم الحرمين الشريفين خالص التهنئة وندعو الله أن يعيد هذه المناسبة الغراء علينا باليمن والبركات والنصر ويحفظ بلادنا من كل سوء.