عبدالعزيز اليوسف

عزائم وطن ورشد مواطن

صهيل الفخر في جوف الزهو تنادى بأمجاد الوطن هذا اليوم.. وبحديقة تلتحف بثمار الحب والولاء، وقطاف الود والانتماء نكون دوما.. تغمرنا الذاكرة بأطياف عابقة، ومشاهد فاخرة تاريخية مجيدة كتبت على الرمال فكان صداها البحر.. لأرض كانت تمسى أعضاء فأصبحت جسدا واحدا ترتبط صفوفه بدين حنيف، وشريعة سمحة، ونهج قويم. يعود التاريخ ليحمل ذكرى الفخر والشجاعة، وبطولة التوحيد، وتتبختر الأيام حين تزف هذا اليوم الوطني الأخضر المجيد لكل من على هذه الأرض الراسية.. يعود التاريخ شامخا، منتشيا يترنم بتغاريد البهجة والسمو، حافلا بروايات الإقدام والعزيمة. هذا الوطن الذي بنيت دعائمه بفضل الله - عز وجل - ثم بعزيمة الرجال المخلصين، وأصبح وأمسى أحد أركان المعمورة وأعز مكان لثلث سكان الأرض، فكانت له الميزة الدينية، والقيمة السياسية، والوزن الاقتصادي والثقل العالمي، والخاصية الدبلوماسية. صارت كلمة هذا الوطن رنانة في جميع الفضاءات، وطن تؤوي إليه الأفئدة، وتعشقه القلوب، وتقر به الأعين. وحين نتحدث عن الوطن لابد أن نتحدث عن هوية تخصنا، وانتماء يضمنا، وولاء يربطنا.. وندرك أننا نمثل ديننا وبلادنا.. ونمثل أنفسنا وأسرنا.. ونحن نمثل جنسيتنا.. ونمثل مجتمعنا.. ووطنا يمثلنا.. فهو منا ونحن منه.ورغم الكثير من كتل النقع حولنا، وركام الهجمات الموجهة في الإعلام على بلادنا الا أن الوطن يبقى مهما تفشت الأطروحات الفارغة، والظنون الخائبة، وأرهقت الاجواء بالقيل والقال، وسقط الملونون الملوثون - دولا كانت أم جهات أم أفرادا - في مظان التقوقع والانكسار والتحسر. سأتغنى ببلادي واترك الدهشة للناقمين المتبرمين.. وعشاق الجلد «الفاضي» فحقيقة كل نقي يشعر بالنشوة والفخر لكل ما تحقق - بفضل الله - من تقديم رؤية وطنية واعدة، وإنجازات أمنية باهرة، ومكاسب سياسية، واقتصادية، وتنموية، واجتماعية، وتعليمية، وتحولات عميقة في مختلف مجالات الحياة ترجمت طموحات وأحلام شعبنا وتطلعاته في التقدم، والنهوض الحضاري وبناء الدولة السعودية الحديثة كانت الإرادة الوطنية فيها أقوى عند مواجهة كافة التحديات. مؤكدا أنه عند العقلاء تعلو المشاعر، وعند الأنقياء تكبر الأحاسيس، وعند الأوفياء تسمو الأمنيات داخلهم من أجل الوطن، مؤكدا أن المواطن يتشرب قيمة المواطنة فيذود عن وطنه ويبتعد عن عقد المقارنات المائلة والانتقائية مع دول أخرى، مؤكدا أنه سيظهر وينافح عن وطنه بابراز الصور الايجابية عن بلده، وإظهار سلوكه الحسن. فكم من مواطن بتفكيره، ووعيه، وتوجهه، ورغباته، وأخلاقه، وتصرفاته تشعر بأنه لا ينتمي لمجتمع وطنه إلا بالهوية الوطنية فقط، فحين يتنقل هنا وهناك، أو يقرأ من هنا وهناك تجده متسرعا فيكون أوروبيا أكثر من الأوروبي، وأمريكيا أكثر من الأمريكي، وعربيا وخليجيا أكثر منهما، يضخم السلب والخطأ، ويقلص الايجاب والحسن. ويبقى القول: حين تحتفل الشعوب بيومها الوطني فهي تمجد أحداثا مشرقة لها في تاريخها العريض المميز، فيزداد ويتعزز الولاء والانتماء لديها.. فكان لزاما أن نكون للوطن.. للمجتمع لا لغيره مهما رأينا، أو وجدنا، وان نقدم أنفسنا للآخرين بما يستحقه وطننا، وان نمنع المتربص بنا من أن يوظفنا لغاياته، ويستغل طرحنا ونقدنا وجلدنا في صناعة محتوى يسخر فيه منا، وألا نكون أدوات هدم وتكريس صور سلبية عن بلادنا بما نكتبه أو نقوله، فالوطن لا ينمو إلا برشد المواطن.. دمت مطمئنا يا وطني.