فهد الخالدي

موسم الحج نجاح يبعث على الإعجاب

النجاح الذي هيأه الله لموسم الحج هذا العام وما يسره الله للحجيج من أداء مناسكهم في راحة وأمان واطمئنان هو نعمة من الله سبحانه على الحجيج أولاً وعلى هذا البلد وقيادته التي دأبت في كل عام ومنذ شرفها الله سبحانه وتعالى بتحمل مسؤولية رعاية بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة على أن تسخر كل إمكاناتها واهتماماتها لخدمة الحجيج وتوفير الراحة والأمن والطمأنينة للحجاج وإجراء التوسعة إثر الأخرى سواء في الحرمين الشريفين أو في عرفات ومزدلفة ومنى أو في الطرق التي يسلكها الحجيج إليها والمطارات والموانئ وغيرها من المرافق أو الخدمات الصحية والأمنية والمعيشية اللازمة لراحة الحجيج وما يكفل لهم تأدية الفريضة في يسر وسهولة وأمان والحمد لله. ولا شك أن الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية والخدماتية في التخطيط والإعداد طوال العام هي من أسباب النجاح التي يوفق الله القائمين عليها، حيث إن كافة الجهات ومؤسسات الدولة ووزاراتها ومسؤوليها يشاركون في هذه الجهود بشكل أو بآخر بدءاً من أعلى قمة هرم في السلطة ممثلاً بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده وانتهاءً بأصغر شبل في الكشافة السعودية؛ هم جنود في هذا الجيش العظيم الذي يؤدي كل فرد منه دوره المنوط به في خدمة حجاج بيت الله الحرام بكل إخلاص ومدعومًا بالرغبة في أجر الله وثوابه وخدمة ضيوف الرحمن على أكمل وجه، ومما يؤكد أهمية النجاح الذي حققه موسم الحج والحمد لله أنه يجيء في وقت «تواجه فيه بلادنا تحديات وتهديدات كثيرة في ظروف إقليمية صعبة..» كما قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز عند لقائه في منى مديري وقادة القطاعات العسكرية والأمنية المشاركة في أعمال الحج لهذا العام 1437 هـ، كما أنه يجيء في الوقت الذي يحاول فيه الأعداء لأغراض بعيدة كل البعد عن مقاصد هذه الفريضة والركن العظيم من أركان الدين لأغراض سياسية هدفها الإساءة لهذه البلاد وقيادتها والتشكيك في مساعيها لخدمة ضيوف الرحمن حسداً من أنفسهم، ففي الوقت الذي تجمع فيه قيادات العالم الإسلامي المشاركة في الحج ويطلقون فيه التصريحات التي تشيد بجهود المملكة في خدمة الحجاج وبما وجده ضيوف الرحمن من الرعاية والعناية تنفرد جهات بعينها في محاولة الانتقاص من هذه الجهود. وإذا كانت قيادة المملكة تترفع عن الرد على مثل هذه الأصوات فإن الفعل والعمل والجهد المستمر والإعداد لمواسم قادمة أكثر نجاحًا -إن شاء الله- يبقى هو الرد المفحم على هذه الأصوات الحاقدة الحاسدة، خاصةً وأن قيادة المملكة تحرص على أن يكون كل الحجاج دون استثناء وبغض النظر عن جنسيتهم وبلدانهم ومذاهبهم محل رعاية واهتمام؛ لأنهم جميعًا ضيوف الرحمن، وما كان شعب هذه البلاد إلا سدنة لبيته وخدمًا لضيوفه عن طيب خاطر، ولذلك فقد ارتضى قادة المملكة بل وتشرفوا بأن يسمى ملك البلاد خادم الحرمين الشريفين. ولعل النجاح والكفاءة والأمن والطمأنينة التي تميز بها موسم الحج يكون سببًا لعودة هؤلاء إلى رشدهم، والكف عن الرفث والجدال، والتوقف عن تعميق الفرقة والاختلاف، والعمل على توحيد الكلمة والصف، لأن الأمة بحاجة إلى جمع الكلمة لمواجهة أعدائها وحماية مقدساتها وتوفير الأمن والطمأنينة والتنمية لشعوبها.. فهل هم فاعلون؟؟.