كلمة اليوم

اتفاقيات حيوية لدعم التعاون بين المملكة والصين

يمكن القول بثقة مطلقة: إن الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للصين قد وضعت الآليات المناسبة لتحقيق رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع. فمذكرات التفاهم ذات الأهداف التعاونية المختلفة بين البلدين الصديقين تعد في جملتها منطلقا هاما لترجمة تلك الرؤية والشروع في تنفيذها، ويتبين ذلك من مردودات الاجتماع الأول للجنة السعودية الصينية المشتركة رفيعة المستوى خلال زيارة سموه الهامة.العلاقات الاستراتيجية واقتناص الفرص المستقبلية بين البلدين لتعزيز الشراكة القائمة بينهما هي السمة الواضحة التي برزت خلال زيارة سموه للصين، فثمة أهداف حيوية تطمح المملكة والصين لتحقيقها في مختلف أوجه التعاون بينهما لا سيما في مجال الاستثمار الفاعل كما يتضح من بنود ما تمخضت عنه محادثات الجانبين أثناء انعقاد أول لجنة سعودية صينية مشتركة لتحقيق فعاليات ما اتفق عليه بين البلدين الصديقين.خمس عشرة اتفاقية تفاهم وقعت بين المملكة والصين خلال زيارة سموه التاريخية للبلد الصديق سوف ترسم المعالم الأولى لتعاونيات مستمرة ومثمرة في سبيل دعم التعاون المثمر بين البلدين في عدة قطاعات أبرزها قطاع الطاقة وتخزين الزيوت والمساهمة في تمويل مشروع اعادة تشييد المناطق المتأثرة بالزلازل والمساهمة في تمويل مشروع تشييد عدد من المباني لكلية الهندسة المهنية المالية وغيرها من المشروعات التعاونية الحيوية.زيارة سموه للصين أدت الى بحث العديد من مجالات التعاون بين البلدين في قنوات استثمارية متعددة كالتعاون في مجال الاسكان وهو تعاون مثمر تم الاتفاق بمقتضاه على انشاء مائة ألف وحدة سكنية بمحافظة الأحساء وبالتحديد في ضاحية الأصفر التي سوف تشهد سلسلة من المشروعات السياحية الهامة، وكذلك ما جرى من اتفاق بين البلدين الصديقين للتعاون في مجال التعدين.تلك الاتفاقيات شملت التعاون في المجالات المالية كالاتفاقية التعاونية بين وزارة التجارة الصينية والصندوق السعودي للتنمية، اضافة الى سلسلة من التعاونيات المختلفة مثل توقيع مذكرة التعاون بين المصلحة الوطنية العامة الصينية لرقابة الجودة والاختيار والحجر ووزارة التجارة والاستثمار السعودية ومن شأن هذه الاتفاقيات أن تحسن البرامج ذات العلاقة برقابة الجودة والاختيار والحجر وأن تفعل عملياتها الى الأفضل والأمثل.وقد شمل التعاون بين البلدين الصديقين دعم التعاون الثقافي بينهما ضمن برنامج تنفيذي شامل اضافة الى التعاون في مجال الترجمة ونشر الأعمال الأدبية والكلاسيكية بين البلدين، ومن شأن هذا التعاون أن يؤدي لتفعيل الحركة الثقافية بين المملكة والصين وينمي مساراتها القديمة. فالثقافات بين البلدين ليست جديدة في حد ذاتها، وقد جاءت مذكرة التفاهم للتعاون في مجالاتها لتجدد مظاهرها وتضيف اليها مستجدات أخرى سوف تبرز على الساحة فيما بعد.من جانب آخر فان الصين تتمتع بتقدم ملحوظ في المجالات التقنية، وقد جاء الاتفاق الموقع بين وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للاستفادة القصوى من ذلك القدم الملحوظ وتسخيره لخدمة المشروعات التقنية المرسومة من قبل المدينة وتفعيل آفاقها، ولا شك في أن التعاون بين البلدين في هذا المجال تحديدا سوف يعود عليهما بمردودات حيوية في هذا المجال من المجالات التنموية.ووفقا لتلك الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الصديقين فان زيارة سموه الهامة للصين تعد خطوة حيوية ومحورية لترجمة التطلعات التي تطمح لها المملكة بتنفيذ رؤيتها المستقبلية الطموحة، وتعزيز تلك الرؤية يتطلب تحقيق مثل هذه الاتفاقيات مع بلد اقتصادي كبير مثل الصين التي تقود اليوم أكبر نهضة اقتصادية في العالم، وتعد من كبريات الدول المؤثرة في اقتصادياته وحركاته التنموية.