عبد اللطيف الملحم

السفير السعودي في بغداد ورئيس العراق في الرياض

كل عراقي على معرفة ودراية بالتاريخ يعرف المملكة ومواقف المملكة، وفي الوقت الحالي برز للعيان قصة السفير السعودي في العراق ثامر السبهان وطلب العراق استبداله بسفير آخر (لاحظوا كلمة استبداله)، لكن مع تلك الأخبار المتوالية حول سفيرنا في العراق برزت أمور أخرى، منها محاولة اغتيال ثامر السبهان عن طريق ميليشيات الحشد الشعبي التي تعمل تحت قيادة كتائب خراسان وهي - كما نعرف - عضو في الحرس الثوري الإيراني، أي أن حتى من كان يريد تنفيذ عملية الاغتيال ليست حركة عراقية، بل أياد خارجية وكأن العراق لا تتم إدارته من بغداد خاصة أننا نتحدث عن سلامة دبلوماسي من المفروض أن يتمتع بحماية الدولة المضيفة. وشيء آخر برز للعيان وهو أن المملكة ما أن أعلنت عن تعيين سفير لها في بغداد حتى تحرك من لا يريد الاستقرار للعراق ضد التعيين، وقاموا بعمليات تهديد وتخويف في بادرة تعكس عدم وجود الأمن والأمان حتى لدبلوماسي يمثل بلاده في وقت يعرف فيه كل عراقي يقرأ التاريخ ماذا قدمت المملكة للعراق ولكل دبلوماسييها، بل وحتى رؤسائها. والكل يذكر ما حدث قبل 30 عاما عندما سيطرت القوات الإيرانية على جزيرة الفاو العراقية أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، وبدأت خطة قطع طريق بغداد - البصرة الذي لو تم لإيران لخسرت العراق الحرب خلال أيام، فماذا فعل رئيس العراق صدام حسين؟كان أول ما خطر على باله هو طلب مقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - والذي كان في زيارة لافتتاح بعض المشاريع في المنطقة الشرقية من المملكة وكان وقتها قد وصل للأحساء. وفي لقاء سريع مع الملك فهد بن عبدالعزيز الكل يعرف بقية قصتة، الذي مفاده: لولا عناية الله - سبحانه وتعالى - ثم موقف المملكة تجاه العراق لتفككت العراق وخسرت الحرب وكان من الممكن خسارة مئآت الآلاف من العراقيين. وليس هذا فحسب، بل إن الكثير من العراقيين يتذكرون شهامة جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - عندما أعطى الأمن والأمان قبل حوالي 70 عاما لرئيس الحكومة العراقية رشيد علي الكيلاني، الذي هرب من البريطانيين ليعيش بأمان في الرياض رغم قوة بريطانيا في ذلك الوقت وما لديها من نفوذ في وقت كانت الأمور متأزمة عالميا في تلك الفترة، إلا أن الملك عبدالعزيز قرر حماية لاجئ لأراضي المملكة بغض النظر عن وجود خطوط صدام محتملة مع قوة عظمى.للأسف الشديد هناك أياد لا تريد الخير للعراق رغم أنهم يعرفون مواقف المملكة المشرفة تجاه العراق منذ القدم. والمملكة لا ترغب سوى أن ترى عراقا مستقرا وشعبا عراقيا يعيش في رخاء. وأما التعذر بمسألة السفير لكي يقوموا بتعكير صفو العلاقات السعودية - العراقية، فالكل يعرف نواياهم، والكل يعرف ما قدمته المملكة للعراق في الماضي لمساعدتها على النهوض، ويعرفون أيضا ما قدمته إيران للعراق من عوامل هدم لدولة بها أعرق الحضارات وأوفر الثروات.