د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني

السوبر السعودي والاقتصاد الرياضي

زاد الاهتمام بالرياضة في المملكة في العقود الثلاثة الأخيرة، وأصبحت رافداً اقتصادياً واعداً يعول عليه في الصناعات والتجارة الرياضية مثل الملابس والمنتجات الاستهلاكية والكمالية التي يتم الترويج لها بالنجوم الرياضية والأندية المتميزة. ولقد انتهزت شركات كثيرة هذه الفرصة لتسويق منتجاتها بين الرياضيين والمشجعين والمستهلكين. ولاهمية هذا القطاع الحيوي في المملكة فقد تأسست قنوات فضائية تهتم بالاستثمار في هذا القطاع النامي.ولقد لفت انتباهي واهتمامي القرار الارتجالي لإقامة مباراة «السوبر» بين الهلال والنصر في لندن العام الماضي، حيث تجاهل المسئولون رغبة السواد الأعظم من الجماهير السعوديين الذين رغبوا في حضور المباراة في بلادهم للتشجيع والاستمتاع، وليس في لندن كما حدث. سأتحدث في المقال عن عدة جوانب اقتصادية وسياحية وبنية تحتية رياضية أرى أهمية توافرها في المناطق السياحية ذات المناخ البارد والطبيعة الجاذبة في المملكة.يعد الاقتصاد الرياضي في المملكة فرصة واعدة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي يوفر الوظائف ويساهم في زيادة إجمالي الناتج الوطني. الأندية الرياضية في المملكة بحاجة لتنمية الاقتصاد الرياضي في شتى الأنشطة ومنها الهدايا التذكارية من دروع وملابس ومنتجات استهلاكية وكماليات تحمل اسماء الأندية والنجوم من اللاعبين المتميزين، وكذلك صناعة منتجات رياضية بعلامات وماركات تجارية يروجون لها وتروج لهم ولأنديتهم. وبالطبع إن هجرة الاستثمارات الرياضية إلى خارج المملكة لا تدعم الاقتصاد السعودي وتقلل من الثقة في بلادنا أمام الآخرين من حيث استقطابها للأموال المحلية في الشأن الاقتصادي المحلي. كيف نستطيع جذب الاستثمارات الأجنبية إلى بلادنا في قطاع الرياضة والترفيه اذا كانت الأندية السعودية تجري مبارياتها خارج المملكة بحجة أن المكان المناسب متوافر خارجها في لندن وغيرها. سفر المشجعين السعوديين إلى الخارج لمشاهدة مباراة السوبر بين الأندية السعودية هدر اقتصادي كبير؛ لأنهم يصرفون أموالهم في اقتصادات أجنبية تدعم تلك الدول.وإذا كانت مزاعم متخذي قرار إقامة مباراة السوبر بين الهلال والنصر في لندن بسبب الأجواء المناخية المناسبة في عاصمة الضباب، فإنه من الأهمية عدم تجاهل مناسبة الأماكن السياحية في المملكة لاحتضان مباراة السوبر وغيرها، وذلك مثل منطقتي عسير والباحة، بحيث تهيأ البنية التحتية الحديثة فيهما من حيث المرافق الخدمية والفنادق والملاعب المناسبة التي تقام فيها المباريات بين الاندية الرياضية السعودية في الصيف وغيره. وبهذا التوجه السليم نشجع المستثمرين من داخل وخارج المملكة للاستثمار في هذا القطاع الاقتصادي الرياضي، وأيضاً نحافظ على الاموال وندورها في اقتصادنا الوطني. وما قرأناه قبل عدة أيام من تعويضات قدمها نادي فولهام اللندني لجيرانه من اعتذار عن المضايقات والإزعاج الذي عانوا منه بسبب الضوضاء والفوضى التي حدثت أثناء استضافة النادي لمباراة السوبر السعودي يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2016م. وهذا الخبر مزعج ويسيء للمملكة حكومة وشعباً. وفي الختام نأمل عدم تكرار إقامة مباراة السوبر السعودي خارج المملكة لأي سبب كان ولا مبرر لذلك فالخيارات في المملكة متوفرة ومجدية وتحفظ سمعتنا من الإساءة بسبب عدد بسيط من المشجعين الذين يندفعون من غير حساب لتبعات الفوضى والإزعاج، وكذلك تحفظ اقتصادنا من الهدر.