شلاش الضبعان

طريق الأزرق المموّل من المملكة!

لا أعتقد أن فرداً من أفراد الشعب السعودي لا يعرف طريق الأزرق الذي يربط منفذ الحديثة بعمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، بحكم الجيرة والعلاقات الأسرية المتبادلة والبحث عن العلاج.ومع ذلك فحالة هذا الطريق مأساوية، حتى سماه سالكوه «طريق الموت» و «مقبرة السائقين»، وكل عام وحالته أسوأ مما قبله!لماذا نكتب عن طريق العمري - عمّان وهو داخل الحدود الأردنية بينما طرقنا الواصلة إلى منفذ الحديثة بحالة متميزة ولله الحمد؟!ومع تحفظي على هذا السؤال، فنحن وإخواننا النشامى - كما باقي الشعوب العربية والإسلامية- واحد، وما يهمهم يهمنا، إلا أني سأجيب بأن أكثر من يسلك هذا الطريق المواطنون السعوديون بعائلاتهم، وكم فقدنا من عائلات على هذا الطريق بحوادث مروّعة! كما أن هذا الطريق - وبأكثر من مكان منه- يتزين بلوحة جميلة وذات مدلولات راقية مكتوب عليها «المشروع مموّل بمنحة كريمة من المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية» حيث بلغت قيمة المنحة 170 مليون دينار أردني ( ما يزيد على 900 مليون ريال سعودي)، وقد قرأت قبل 3 سنوات تصريحاً لمعالي وزير الأشغال العامة والإسكان الأردني في الصحف الأردنية يبشر فيه أنه تم تأهيل 13 شركة لعطاء مشروع طريق الأزرق العمري الدولي المحاذي للحدود السعودية على مقاولين سعوديين بالائتلاف مع نظراء أردنيين، تنفيذا لشروط المنحة التي حصلت عليها الوزارة من صندوق التنمية السعودي، حيث سيتم إعادة تأهيل الطريق على مرحلتين بطول 55 كيلو متراً لكل مرحلة، ليصبح بأربعة مسارب وجزيرة وسطية، حسب المواصفات الدولية، إضافة إلى إنارة كاملة، على أن يتم إنجاز المشروع بالكامل خلال ثلاث سنوات، وبشّر بأنه تم رفع المشروع للصندوق السعودي للتنمية؛ لدراسة التأهيل وبعض الشروط الخاصة، ليعاد بعد أسبوع تقريبا لتقديم العروض المالية والفنية!والآن لا نرى إلا أعمالاً وتحويلات على الطريق، رأيتها هذا العام، ورأيتها العام الماضي ولكن لا تقدم وللأسف، فالحال على ما هو عليه - إن لم يكن أسوأ- طوال هذه السنوات!ما أتمناه أن يقوم الصندوق السعودي للتنمية بدوره في المتابعة الجادة للمشروع، من أجلنا وأجل النشامى!