خالد الشريدة

دلالات الإرهاب الإيراني في المنطقة

ارتداد الحوثيين عقب الهدنة وانفضاض محادثات الكويت الى الاعتداء على الحدود السعودية يعتبر محاولة يائسة لإثبات الوجود وإظهار قوة الإدعاء بالقوة، خاصة أن كثيرين من اتباعه انسلخوا مؤخرا وانضموا الى الجيش الوطني ما يجعل كل العمليات العدائية «فرفرة مذبوح» يضاف الى ذلك عمليات التحالف في محيط صنعاء وإضعاف القدرات الهجومية لهم، ما يضعنا بالتالي أمام عدو بدأ يفقد قواه وأوراق اللعبة والحرب التي شارفت على الانتهاء.في هذه المرحلة من الحسم يتوقع أن يكون العدو أكثر وحشية وعشوائية وعدائية لأنه لم يعد أمامه ما يخسره، وبالتالي سيفرغ خرينته من الأسلحة ويوجهها تجاه العمق السعودي، وشاهد ذلك محاولات إطلاق الصواريخ على مدن الحد الجنوبي التي تم اصطيادها، ورغم فشل كل المحاولات إلا أن العدو لا يزال متربصا ويواصل الاستهداف، ما يضعنا أمام حقيقة تالية وهي أنه يستميت من أجل القوى الخارجية التي تحركه ولا تحتمل الخسارة التي سيدفع ثمنها بالتأكيد، وعقب ذلك كله لا بد أن نتوقف أمام عدد من الحقائق الاستراتيجية من واقع مجريات الحرب، وأولها أن بعض القوى الداخلية لا تمتلك زمام أمرها وإنما تعبث بها وتحركها أياد خارجية كشفها استمرار الحرب والقدرة على البقاء رغم الضربات العديدة التي تلقاها، وذلك لا يمكن أن يحدث إلا بوجود سند ودعم خارجي قوي ومتواصل.ربما كان ذلك مجرد فرضية في بدء العمليات القتالية، ولا يمكن إثباته إلا من خلال الواقع وانكشاف الحقائق، والآن ثبت - بما لا يدع مجالا للشك - أن الحوثيين اتباع استراتيجيون لإيران التي تستهدف كل أمن وسلام جيرانها وتصنع من هذه الجماعات مخالب لنهش الجيران، وذلك يدخلنا في فكرة الحروب بالوكالات ما يجعل كل الأطراف العدوة في معايير الإرهاب الدولي الذي يهدد الأمن والسلم، وبالتالي الاستخلاص الموضوعي أن إيران وكل من يدعمها جزء من منظومة إرهابية لا تستهدف تعكير وتخريب أمن دول المنطقة وحسب، وإنما تهديد الأمن والسلم الدوليين، ومتى توقفت الحرب ينبغي تحصيل النتائج ووضعها في مسار قانوني تجاه إدانة إيران بصورة قطعية بممارسة الإرهاب، فما سبق كانت تنجو منه بكثير من الحيل طالما أنها لا توجد في الصورة الصريحة مع مخالبها في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ولكن بعد ثبوت استمرارها في حروب المنطقة وتساقط اتباعها وتجرعهم الهزيمة فذلك كفيل بترك كثير من الأثار والبينات التي تدينها وتثبت تأثيرها السلبي والتخريبي في أمن دول المنطقة بما يتوافق مع مقتضيات الإدانة الدولية لجرائم الحروب والجرائم ضد الإنسانية.الحوثيون لم ينفصلوا عن الدعم الإيراني، ويجب تسمية الأشياء بمسمياتها، لأننا في لحظة فارقة أكدت أنهم ومن ورائهم هذه الدولة لا يرغبون في سلام جيرانهم، ويعملون على هدم كل عوامل الاستقرار في دول المنطقة، لذلك فلا مجال لإرخاء القبضة على هذه الأطراف وممارسة أقصى أنواع الضغط العسكري والسياسي من أجل إثبات الأبعاد الإرهابية والإجرامية التي وصلت غلى حد قصف المدنيين في مدن الجنوب بنية القتل والترويع والإرهاب، لذلك نستشرف مرحلة النهاية في حرب عادلة مع أطراف تخريبية لا يمكن أن تكون جزءا من النسيج الشعبي في المنطقة.