هند مقبل المسند

المطلقة... وباء مجتمعي

وكأنها اختارت أن تكون كذلك، وكأنها أرادت أن تنهي حياتها الزوجية وتترك أطفالها ومنزلها وزوجها لغيرها، يعتقد كثير من الناس بل يجزم ويؤكد كثير من الناس أن الطلاق كله حاصل بسبب المرأة لأنها لم تصبر على الضرب والإهانات والبخل والشح ولأنها لم ترض أن تكون مطية له ولتقلباته المزاجية، إما هذه الحياة وإلا يبدأ حكم المجتمع عليها بأنها وباء مجتمعي لابد من الحذر منه. عجبت من الرجل حين يريد الزواج يحدد إما ان تكون فتاة لم يسبق لها الزواج أو أرملة ولكن مطلقة لا؛ لأنه أقر مع المجتمع بأن المطلقة هي من تسببت لنفسها بهذا الأمر وهي من أطاح بمنزلها ومن يفعل ذلك مرة يفعله المرة الأخرى والأخرى لأنه اعتاد على هذا الأمر.تعالت الأصوات بقوة المرأة (وهذا غير مشكوك فيه ابدا للبعض منهن) وتحملها للكثير بل وقد يكون الأمر بأنها تقيم الحفلات بعد الطلاق لأنها واخيرا أصبحت حرة، ولكن هذه الأمور كلها تفاهات تصدر من قلب امرأة مجروح وحزين لتري المجتمع أنها أقوى مما يتوقع وهذا ليس بالصحيح. عن ابن عيينة عن شيخ منهم عن أبيه قال: جاء جرير بن عبدالله رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه يشكو إليه ما يلقى من النساء، فقال عمر: إنا لنجد ذلك حتى إني لأريد الحاجة، فيقال لي ما تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن، فقال له عند ذلك عبدالله بن مسعود: أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله عز وجل خلق سارة فقيل له: إنما خلقت من ضلع فالبسها على ما كان فيها ما لم تر عليها خزية في دينها، فقال له عمر: لقد حشى الله بين أضلاعك علما كثيرا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه الطبراني وفيه راويان لم يسميا، وبقية رجاله رجال الصحيح.الطلاق كسر ليس للمرأة فقط بل وللرجل كحد سواء، والمطلق كالمطلقة لابد أن يكون وباء مجتمعيا، والاصل ان الرجل المطلق هو الوباء المجتمعي لا المرأة؛ لأن من اعتاد الأمر ووجد البديل قادر على أن يستمر في هذا الأمر حتى يجد ضالته، أما المرأة فتكفيها التجربة مرة واحدة فإن أصابت تابعت حياتها وإلا ستكتفي أن تكون وحيدة على أن يتكرر كسرها في كل مرة، وأكبر مثال على ذلك ان الرجل يموت وتبقى المرأة لا تطلب الزواج لتكون بين ابنائها، والمرأة تموت ويسعى الرجل حثيثا ليبحث عمن يقضي له حوائجه.لا تظلموا النساء واستوصوا بهن خيرا ولست أقول كل النساء بل البعض منهن والذي خشي الله في الزوج واحسن التربية لأبنائه وحفظ له بيته وماله وعرضه وأقام العلاقات الحسنة مع ذويه وأدام وصله بمن حوله وذكره بخير وحفظ الله برغم كل الظروف المحيطة به، غير ذلك فالله سبحانه وتعالى أعطى الرجل حق القوامة لرجاحة عقله وقدرته على التحكم في غضبه وإلا لكان العالم كله مطلقات.واخيرا احسنوا الظن بالمطلقات ولا تجعلوهن وباء يحرم دخوله للمنازل إلا أن تكون بشعة المنظر أو بها من السوء ما يجعل الرجل يعزف عنها، واعلمي أن اختيار زوجك لأي إنسانة قريبة منك ليس خطأها بل خطأك أنت لأنك جعلت حياتك كتابا مفتوحا للكل فأصبح مطمعا .