انيسة الشريف مكي

مصاصو الدماء حقيقة

مصاصو الدماء ليسوا بأسطورة شخصية ميثولوجية تم ذكرها في التراث الشعبي الفلكلوري وأنهم يرتدون الأكفان، وكثيرًا ما يتم وصفهم بصفات غريبة أو كالتي نراها في أفلام الرعب، الحقيقة أنهم يعيشون معنا ونتعايش معهم، أشكالهم غير ملفتة للنظر فلا هم كالأشباح ولا يرتدون الأكفان كما وُصفوا، بل هم من بني جلدتنا فلا تظنهم مجرد كيان وهمي، بل هم واقع حقيقي لكن من نوع فريد يتقن التمثيل، وعدم إظهار وجهه الحقيقي.ويكثر هذا النوع من مصاصي الدماء بين المبتزين في كل مناحي الحياة الذين يمصون دم المواطن باحترافية ودون أن يسقط لهم قناع.فعلى سبيل المثال نسمع حرائق سببها جوال أو شاحن أو اي باد مضروبة وُضعت عليها علامات تجارية مزورة لبلد المنشأ فتسببت في كوارث وكذلك الكوابل. ناهيك عن قطع غيار السيارات والكفرات المقلدة وما سببت من حوادث وفقد أرواح والمستفيد مصاص دماء.حتى الديتول والكلوركس والفيري مغشوش؟!!، قطن متعفن في حشوات المخدات والمراتب، عطور مقلدة، تسويق زيت قلي على انه زيت شعر، دهانات مقلدة، حتى ماء زمزم مغشوش تخيل!! لا حول ولا قوة إلاّ بالله.وحقن الدجاج بالماء ليصبح كبيراً عند البيع، والبيض الفاسد، والأغذية الفاسدة، المكتشفة من قبل جهات الاختصاص مشكورة، وحليب ومنتجاته تسويقه بتواريخ غير صحيحة والوزارة مشكورة تقبض وتعاقب بأشد أنواع العقاب وتشهر، كل هذا والدراكولا مستمر في الامتصاص.ولنتكلم عن بعض المستشفيات الأهلية في كل كاشير يوجد دراكولا لا يسمح لك بالتحرك من مكان لآخر قبل الامتصاص. زد على ذلك بعض الشركات المشغلة معدومة الضمير التي تتلاعب بالأمانة وتمتص ولا تشبع.ومصاصو دماء من نوع آخر من فئة بعض الموظفين، المبتزين المسيئين استخدام السلطة الرسمية لأجل تحقيق مكاسبهم الشخصية وذلك بطرق مخالفة للأنظمة والقوانين والمعايير الأخلاقية المهنية، وامتصاصهم في استغلال النفوذ والمناصب لأمور عدة منها توظيف الأقرباء والأصدقاء وذوي الواسطة بشكل مطاطي يصعب إثباته. لكنها مثبتة عند الخالق وتنتظر عقابها «وَقِفُوهُمْ، إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ» وكما قال الشاعر:ولو أنا إذا متنا تُركنا لكان الموتُ راحة كل حيولكنا إذا متنــا بُعثنــا ويسأل ربُنا عن كل شـــيهذا النوع له من الآثار الاجتماعية السلبية الشيء الكثير، إخلال بمبدأ المساواة والعدالة يوجب سخط الرب وهو الأهم وسخط الناس.وهناك امتصاص على شكل تعقيد الإجراءات الطويلة التي تجبر المراجع وتدفعه للسماح لنفسه باستغلاله وامتصاص دمه بوسائل درا كولية مختلفة؛ للإسراع في إنهاء معاملته، وقس على هذا كثير. أتمنى إنشاء مكاتب داخل جميع المؤسسات والأجهزة الحكومية التي تخلو منها تتضمن ممثلين عن هيئة مكافحة الفساد، وحقوق الإنسان، والمباحث الإدارية، وديوان المراقبة العامة، وهيئة التحقيق والإدعاء العام، وأتمنى عند ثبوت أي حالة التشهير بها في الصحف المحلية عقاباً لها وردعاً لأمثالها.ولي رجاء أن يجد الموظف الأمين من الأجهزة الإدارية التقدير والثناء لمكافأته ودفعه للأمام حتى لا يكون في موقف حرج وسخرية الكثرة الفاسدة بسبب أمانته. عجباً الأمانة تتحول لسخرية في هذا الزمان!!! لماذا الفساد؟!! بالطبع ضعف الوازع الديني يأتي في المرتبة الأولى، وكذلك التربية العشوائية التي لا ترتكز على قواعد التربية السليمة، تربية رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، أتمنى أن توضع في المنهج مادة «الأخلاق» يتربى عليها النشء من سن الروضة والابتدائية، وأتمنى على المعلمين تنفيذها وتطبيقها بأمانة، وعلى المشرفين التربويين -مع الشكر- المتابعة لمعرفة درجة استجابة واستيعاب الطلبة، ومعرفة كفاءة المعلم في التوصيل، كما أرجو متابعة البيت، هذا هو الجيل الذي سيتربى بتربية رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم، وسيربي الأجيال القادمة بإذن الله وسيختفي الدراكولا إلى الأبد.