د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني

الرسالة والرؤية: انطلاقة للخطة الإستراتيجية

ليس شرطاً أن يكون لكل رسالة رؤية لتنجح، لكن الرسالة أساس لنجاح الرؤية سواء على مستوى الشركات أو الدول، لذلك لابد للرؤية من رسالة واضحة تسبقها لتحدد الغرض الشامل منها ومن الرؤية. وتهدف الرسالة إلى تحديد الغرض الشامل من المشروع بينما تحدد الرؤية ما يجب أن يكون عليه المشروع في مدة زمنية مستقبلية. وعموماً تعد الرؤية طموحاً وحلماً تدفعه الرسالة وتساهم في الوصول إليه. ولهذا يرى علماء الإدارة الإستراتيجية أهمية تقديم الرسالة على الرؤية؛ لان الرسالة تدفعها إلى الأمام نحو تحقيقها. ومن الأهمية أن نعرف ما تعنيه الرؤية والرسالة حتى لا نخلط بينهما. ومن الأخطاء الشائعة أن بعض مدراء الشركات وملاكها يعلنون رؤيتها قبل رسالتها أو يخلطون بينهما، حيث يصرحون بأن الرؤية رسالة والرسالة رؤية.والمتعارف عليه بين المتخصصين في السياسات الإستراتيجية أن الرسالة لا تتغير إلا بتغير طبيعة العمل، أما الرؤية فتتغير حسب رغبة صاحب الرسالة والظروف في داخل منظومة العمل وخارجها. وعادة ما تكون الرسالة بعيدة الأهداف بينما تكون الرؤية قصيرة لأنها تتغير بعد تحقيقها إما إلى رؤية جديدة أو العودة إلى السابقة كما يحدث عندما تتراجع الشركات في نشاطاتها لأسباب تحددها البيئة الداخلية والخارجية للمنظومة. الرسالة تجيب عن أسئلة عن الغرض من تأسيس الشركة بينما الرؤية تجيب عن التوجه والطموح المستقبلي للرسالة. تلتقي الرسالة والرؤية في الأهداف الطويلة والقصيرة. وعادة تركز الرسالة على الحاضر بينما تركز الرؤية على المستقبل، لكن ما يتحقق من أهداف في الحاضر له دور أساسي في الوصول إلى رؤية المستقبل. وبالتأكيد أن الرؤية ملهمة ومحفزة وقد تكون غير واقعية إذا كانت الموارد والظروف غير مناسبة لتصبح محبطة للإدارة والموظفين وسلبية على الرسالة، لذلك يجب توخي الواقعية والقدرة المالية والهيكلية والبيئية في الرؤية، وحتى في الرسالة. وهناك مفهوم مشترك بين الرسالة والرؤية، حيث يعرف بقيم العمل لتشمل جميع المستفيدين المباشرين وغير المباشرين من الشركة ومنتجاتها. صياغة الرسالة والرؤية سهلة وممكنة أما تنفيذها فيتطلب التزاما وولاء وتفانيا ومتابعة على كافة مستويات الشركة حتى لا تفشل خطة التنفيذ. والنظرية تقول إن بناء الرسالة والرؤية الواضحة والمنطقية أهم خطوة للتنفيذ الفاعل والناجح. ولابد من مسح بيئة الأعمال الخارجية لمعرفة ما يمكن من فرص ومخاطر بالإضافة إلى توافق البيئة الداخلية من حيث الضعف والقوة، وذلك لأن الرسالة تنطلق من المسح الداخلي والخارجي للشركة وبيئة الأعمال.وفي الختام على مدراء الشركات معرفة الفرق بين الرسالة والرؤية وتجاوز العقبات التي تحول دون تنفيذ الخطة التي تحققهما. وتعد مرحلة التنفيذ في الخطة حرجة لاسباب كثيرة منها مدى التزام الإدارة والموظفين بالتنفيذ.