كلمة اليوم

مكافحة الإرهاب ودعوة صادقة

الكلمة الضافية التي وجهها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز– يحفظه الله- لأبناء شعبه الأوفياء ولكافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك لهذا العام حملت سلسلة من المضامين الهامة التي يمكن الوقوف على مسألتين هامتين طرحهما في تلك الكلمة تتعلق الأولى بأن المملكة ماضية قدما في استخدامها القبضة الحديدية لملاحقة ظاهرة الارهاب واجتثاثها من المملكة والعالم.هذه القبضة التي أثارها– يحفظه الله– هي الرد الحاسم على الجرائم النكراء التي حدثت في أخريات شهر رمضان لهذا العام، وقد أدان العالم بأسره تلك الجرائم ووقف الأشقاء والأصدقاء مع المملكة في تصديها للارهاب ومعالجة تصرفات الارهابيين وأفاعيلهم الشريرة للنيل من أمن المملكة واستقرارها ومحاولة العبث بوحدتها الوطنية، وتلك الادانة تدل دلالة واضحة على سلامة وصحة مواقف المملكة تجاه مكافحة تلك الظاهرة الخبيثة ومحاربة أصحابها.ولا يمكن للمملكة إزاء ذلك أن تكون مرتعا خصبا لتلك الظاهرة التي يقف الداعشيون ومن حالفهم خلفها، فالمكافحة مستمرة في اتخاذ كافة التدابير المتعلقة بمكافحة تلك الظاهرة الى أن يتم القضاء عليها من جذورها سواء داخل المملكة أو خارجها، وهي مكافحة مشروعة أقرتها دول العالم دون استثناء، فتلك الظاهرة الأخطبوطية ما زالت تمثل خطرا داهما على أمن واستقرار وسلامة كافة المجتمعات البشرية.وما زالت المملكة تسعى داخل أراضيها وخارجها لمكافحة تلك الظاهرة والحد من انتشارها وملاحقة الارهابيين الذين يناصبونها ويناصبون العالم العداء ويحولون دون استمرارية الأمن والاستقرار داخل مختلف المجتمعات، فالمكافحة ستظل من أهم السمات التي تمارسها المملكة للمكافحة، فهي واحة للأمن والأمان وستظل كذلك رغم أنوف أولئك الارهابيين وأعوانهم.أما المسألة الهامة التي جاءت في كلمته الضافية– يحفظه الله– فهي متعلقة بالدعوة الصادقة لسائر دول العالم لمشاطرة المملكة العمل من أجل مكافحة ظاهرة الارهاب والقصاص من الارهابيين، وهي دعوة تحظى اليوم بأهمية بالغة في ظل تمدد تلك الظاهرة وانتشارها في كثير من أقطار وأمصار العالم، فمعظم المجتمعات البشرية تعاني الأمرين من ويلات تلك الظاهرة التي تهدد استقرار البشر وأمنهم وسيادة بلدانهم.تلك الدعوة الصادقة لا بد أن تتحول الى استراتيجية دولية محكمة لمكافحة تلك الظاهرة الشريرة، فمن شأن تبادل المعلومات المتعلقة بتحركات الارهابيين والعمل على كشف أفاعيلهم الشريرة قبل وقوعها والعمل على معالجة بؤر التوتر والنزاعات في المنطقة وفي كثير من بلدان الشرق والغرب، من شأن ذلك وقف انتشار تلك الظاهرة والعمل على كبح جماح أصحابها ووقف أخطارها الداهمة.وقد نادت المملكة مرارا وتكرارا بأهمية التضافر الدولي الجماعي من أجل مكافحة ظاهرة الارهاب، فالخطر يحدق بالجميع، وكل الدول معرضة لويلات تلك الظاهرة وأخطارها، فتوحيد الجهود لمكافحتها أضحى مطلبا عقلانيا ولابد من تحويله الى خطط عملية مدروسة تشترك في تطبيقها وتحقيقها على أرض الواقع جميع دول العالم، وإلا فان تلك الظاهرة سوف تستفرد بالمجتمعات البشرية وتعيث فيها فسادا وتخريبا في تحد واضح لارادة العالم وتصميمه على مكافحتها والخلاص منها.