وسمي الفزيع- واشنطن

تقارير أجنبية: حزب الله يمول الإرهاب من عمليات معقدة لتهريب المخدرات

لم تعد مصادر تمويل تنظيم (حزب الله) الإرهابي حسبما صنفت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي مخفية، حيث تتناول شبكات إعلامية أجنبية بما فيها صحيفة (وول ستريت) الأمريكية والصادرة باللغة الإنجليزية أخبارا ًوتقارير عن حالات القبض على مروجين للمخدرات وتقارير تؤكد صلة هؤلاء المهربين بمليشيا حزب الله اللبنانية.وتبين التقارير مجتمعة ًبأنه إلى جانب إيران والتي تدعم وتمول وتحرك قيادات الحزب فإن هناك جانبا ًآخر لا يقل أهمية عن المال الإيراني الذي يدعم الحركات الإرهابية في المنطقة ويخص الحزب بمبلغ قدرته تقارير إعلامية بـ 60.000.000 إلى 100.000.000 دولار أمريكي سنوياً، وتوضح تقارير أخرى أن الدعم الإيراني الرسمي يصل إلى 200.000.000 دولار أمريكي سنويا، ً ويكشف تقريرا ًسريا لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI - أصبح متاحا ًللإعلام بعد فترة من صدوره - أن الزعيم الروحي لحزب الله صرح بأن تجارة المخدرات مقبولة أخلاقيا، وتعتبر تجارة وتهريب المخدرات أحد الموارد المالية للتنظيم لتحل تجارة وتهريب المخدرات المصدر التمويلي الأهم بعد المال الإيراني.تمويل الإرهاب من تهريب المخدراتوتوضح تقارير عدة أن حزب الله يمول الإرهاب باستخدام عملية معقدة لتهريب المخدرات ويستمر في تحقيق المكاسب من بيعها على الرغم من اعتراض العالم، وبينت التقارير أن حزب الله يكسب في المقام الأول أرباحه من خلال بيع المخدرات في أمريكا اللاتينية، ولكن تم تتبع أنشطته عبر عدة قارات. وبالإضافة لذلك يستخدم التنظيم الإرهابي عائدات من مبيعات السيارات المستعملة غير المشروعة في غرب أفريقيا، حتى تم الكشف عنها لاحقا من قبل المسؤولين.وفي محاولة لرصد بعض حالات تهريب المخدرات التي تم العمل عليها من قبل تابعين للحزب تقول شبكات إعلامية ناطقة بالإنجليزية: إنه في عام 2001م، قالت مصادر مخابرات دولية: إن هنالك لبنانيين يعملون لصالح حزب الله في منطقة الحدود الثلاثية بأمريكا الجنوبية (الأرجنتين وباراغواي والبرازيل)، وتعتبر هذه المنطقة هي مصدر رئيسي لتمويل الأنشطة الإرهابية لحزب الله.وكشفت تقارير أخرى ناطقة بالإنجليزية أيضا عن عدة حالات منها في أكتوبر 2008م حيث تم الكشف من قبل محققين أمنيين عن عملية تهريب الكوكايين في كولومبيا، في تقرير أشار إلى أن «الأرباح من مبيعات المخدرات ذهبت لتمويل حزب الله».وفي خبر نشرته وسائل إعلام، أفاد باعتقال مسؤولين ألمان في يناير 2010م لاثنين من المشتبه بهم في مطار فرانكفورت بعد ربط أربعة أفراد لبنانيين إلى ما يقرب من 10 ملايين يورو من أرباح المخدرات، واتهم مسؤولون المشتبه بهم بتداول المخدرات وارسال العائدات لأقارب يرتبطون مباشرة بكبار مسؤولي حزب الله.وفي عام 2011م، صادرت الحكومة الأمريكية أرباحا من عائدات المخدرات على علاقة بأيمن جمعة، مهرب المخدرات والمال، وبحزب الله وأعلنت الحكومة الأمريكية أن قيمة عمليات تهريب مخدرات بلغت 200 مليون دولار.وفي أبريل 2013م، اتخذت وزارة الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية إجراءات ضد حزب الله ووضعت على القائمة السوداء مؤسستين ماليتين لبنانيتين، متهمة إياهما بنقل عشرات الملايين من الدولارات إلى جماعة إرهابية. وأكد مسؤولون أمريكيون لاحقا أن أحد البنوك وافق على دفع الولايات المتحدة 102 مليون دولار لتسوية دعوى قضائية تنطوي على مخطط غسيل أموال لحزب الله. وفي يونيو 2013م، صدرت أحكام ضد أربعة لبنانيين بتهمة العمل على نحو فعال كـ«سفراء» لحزب الله في غرب أفريقيا.غسيل أموال وشراء أسلحة وفي بيان صحفي صادر عن إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة، بمساعدة من فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، بلجيكا، ودول أوروبية أخرى، قال البيان: إن المكافحة ضبطت شبكة لتهريب المخدرات وتوريد المال لعناصر حزب الله، وفي 1 فبراير 2016م، أعلنت وكالة مكافحة المخدرات القبض على أربعة أشخاص، بتهمة العمل مع عصابات المخدرات في أمريكا الجنوبية لنقل الكوكايين والمخدرات غير المشروعة الأخرى في الولايات المتحدة وأوروبا ثم استخدام أموال المخدرات لشراء أسلحة لحزب الله.وفي 15 فبراير 2016م، اعتقلت السلطات البنمية رجلا يسافر من بنما إلى كولومبيا يحمل 500 ألف دولار أمريكي نقدا في حقيبة بتهمة إدارة العمليات المتعلقة بالمخدرات وعمليات غسيل الأموال مما يساعد على دعم حزب الله.وأفردت صحيفة «وول ستريت» الأمريكية في صفحاتها تقارير عدة عن اعتماد الحزب على عمليات تهريب وبيع المخدرات بالإضافة لغسيل الأموال وذلك من خلال شبكات يشرف عليها كبار قادة الحزب، حيث قالت الصحيفة: إن الحكومة الامريكية تكثف جهودها لوقف تدفق الأموال إلى الجماعة الإرهابية حزب الله، وأوضحت أن المسؤولين يعملون بشكل وثيق مع نظرائهم الأوروبيين لإحباط الشبكة المالية الدولية المنظمة، وبحسب الصحيفة قال أشخاص مطلعون على القضية: إن الأشهر الأخيرة شهدت عددا من الاعتقالات للمشتبه بهم في قضايا مثل تحقيقات غسيل الأموال وتجارة المخدرات في أوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأفريقيا.ومن بين المعتقلين حسب الـ «وول ستريت» «حسن منصور» القيادي في الحزب وهو مواطن أمريكي كان يعمل في كولومبيا، وكان له دور في عمليات تهريب وبيع المخدرات، وقال للصحيفة: إن الجهات الأمنية في أمريكا ما زالت تحقق في ملايين الدولارات من معاملاته التي وصفوها بالمشبوهة، وبعضها مرتبط بالحزب اللبناني.وأبانت الصحيفة في أحد تقاريرها أن النيابة العامة الأمريكية أعلنت التهم الموجهة لسيدة أعمال لبنانية ومحام لبناني، متهمة إياهما بالتآمر لغسيل أموال المخدرات والتوسط في الصفقات غير القانونية الأخرى في جميع أنحاء العالم، حيث وجهت الاتهام لسيدة الأعمال إيمان قبيسي وفي نفس القضية وجهت التهمة أيضا ً للمحامي يوسف الأسمر والذي تم اعتقاله في فرنسا.مسؤولون أمريكيون: مجموعة متنوعة من الوسائل لنقل وإخفاء الأموال.ويقول مسؤولون أمريكيون: إن حزب الله يستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل لنقل وإخفاء الأموال.وقال 'ماثيو ليفيت» المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: إن ما ترونه الآن ليس جديدا، وليس فقط من قبل الولايات المتحدة، هو جهد أكثر قوة في جميع أنحاء العالم لجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لحزب الله للانخراط في السلوك الإجرامي.وفي حين أن إيران تلقت الجزء الأكبر من اهتمام الرأي العام في السنوات الأخيرة عن عمليات القتل المروعة ومكاسب إقليمية، ظل مسؤولو مكافحة الإرهاب في أمريكا يشعرون بالقلق العميق إزاء الجماعات القديمة مثل حزب الله.وأضاف السيد ليفيت: إن جهودا مكثفة ضد الشبكة المالية لحزب الله تعمل بسبب النشاط العالمي الآخذ في الازدياد لحزب الله، ولأن الدول الغربية باتت تشعر بالقلق بشكل متزايد حول دور حزب الله في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، حيث يتحالف الحزب مع النظام الإيراني وبشار الأسد.ولكن السيد ليفيت أشار أيضا إلى مؤامرات حزب الله االتي حدثت مؤخرا في بيرو وتايلاند وقبرص كمؤشرات عن النشاط المتزايدة للمنظمة.وفي تقارير متفرقة قالت: إنه في عام 2011م، أطلقت الحكومة الأمريكية خطوة طموحة ضد الميسورين الماليين لحزب الله، واستولوا على 150 مليون دولار أمريكي في الأصول من البنك اللبناني الكندي، وافترض أن البنك ساعد نقل في مئات الملايين من الدولارات لشراء السيارات المستعملة، والتي تم شحنها بعد ذلك إلى أفريقيا، ثم أرسل جزء من السيولة الى لبنان عبر شبكة غسيل الأموال التي يسيطر عليها حزب الله بالإضافة للذهب ومبالغ كبيرة للحزب.وبالإضافة إلى إعتماد الحزب على الدعم الإيراني وعمليات الاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال قالت تقارير لوسائل إعلام أمريكية: إن التنظيم يعتمد على نطاق واسع على التمويل من الشتات الشيعي اللبناني في غرب أفريقيا، والولايات المتحدة، والأهم من ذلك، ما يسمى ثلاثية الحدود، أو ثلاثي حدود المنطقة، إلى جانب تقاطع باراغواي والأرجنتين والبرازيل في حين أن حجم التحويلات المالية غير المشروعة من أمريكا الجنوبية ليس معروفا بالضبط، بينما تشيرالتحقيقات الجارية من قبل الشرطة في باراغواي إلى أن عشرات الملايين من الدولارات تم تحويلها في السنوات الأخيرة وذلك إلى جانب ضريبة ما يسمى (الخمس) والتي يدفعها شيعة العالم من ضمنهم شيعة الخليج والذين يشكلون منجما ًمن الذهب للحزب. ثلاثي الحدود وتتركز الحدود الثلاثية عند تقاطع حدود باراغواي والأرجنتين، والبرازيل، وتشمل مدن سيوداد ديل استي (باراغواي)، بويرتو اجوازو (الأرجنتين)، وفوز دي اجوازو (البرازيل)، نظرا لعدم وجود ضوابط صارمة على الحدود، وكانت المنطقة منذ فترة طويلة ملاذا لمكافحة المخدرات وتهريب الأسلحة والتهريب والتزوير وأنشطة أخرى غير مشروعة، بسبب عدم كفاية الرقابة الحكومية حيث توجد العديد من مهابط الطائرات في المنطقة والممرات المائية، وكانت منطقة وجود على صلة بالهجرة غير الشرعية.ويعتقد على نطاق واسع أن السكان العرب في المنطقة يبلغ عددهم أكثر من 20،000 (حوالي واحد من كل 30 من سكان)، ومعظمهم من اللبنانيين يقيمون في سيوداد ديل استي، التي كانت في السابق قرية صغيرة تسمى بويرتو سترويسنر حتى بدأ بناء السد الضخم في عام 1967م لتحولها إلى ما أصبح ثاني أكبر مدينة في باراغواي.تقدم في تحقيقات في أنشطة غير مشروعةوجاء أول تقدم كبير في التحقيق في أنشطة حزب الله غير المشروعة في منطقة الحدود الثلاثية في فبراير 2000م، عندما اعتقلت سلطات باراجواي رجل أعمال لبنانيا يبلغ من العمر 32 عاما، يدعى «علي خليل مهري»، بعد بيعه ما قيمته ملايين الدولارات من البرامج المقرصنة وبتحويل العائدات لحزب الله. ووفقا للشرطة فإن آلاف الأقراص صودرت من متجره الواقع على الحدود، وعلاوة على ذلك، تضمنت الوثائق التي تم ضبطها خلال الغارة أشكالا من جمع التبرعات لمؤسسة في الشرق الأوسط تسمى آل شهيد، وهي مكرسة ظاهريا لحماية أسر الشهداء والأسرى، فضلا عن وثائق عن تحويل الأموال إلى كندا وشيلي والولايات المتحدة وبقية الدول ولبنان لأكثر من 700،000 دولار أمريكي.وبعد أسابيع قليلة من اعتقاله أطلق سراحه بكفالة، وعلى الرغم من أن المحكمة ألغت في وقت لاحق هذا القرار، إلا أن لائحة الاتهام الرسمية ضده اتهمته بانتهاك قوانين حقوق النشر ومساعدة مشروع إجرامي، وفوق ذلك الوقت كان مهري ممن عبروا الحدود إلى البرازيل، وتولى بعد رحلة طيران من ساو باولو الى باريس ويعتقد أنه واصل إلى سوريا.وفي الوقت نفسه، فإن «المحققين» تراقب عن كثب أنشطة أحد كبار التجار أحمد بركات الأسد، زعيم المجموعة المزعوم من الشبكة المالية لحزب الله في تلك المنطقة الحدودية، حيث وصل لبنان مع والده، وهو سائق لسياسي لبناني. ووفقا للمحققين، فإن بركات وصل شبكة واسعة من الشركات في سيوداد ديل استي التي كانت تشارك في جمع التبرعات غير المشروعة لحزب الله، في عام 2000م، إلا أنه فر إلى البرازيل، حيث يعيش علنا مع زوجته البرازيلية والأطفال.