فهد الخالدي

رعاية الأيتام.. هل تتصل بعد رمضان؟

الفعاليات الرمضانية المتتالية سواء تلك التي تنظمها الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية أو حتى العائلية والرسمية، كانت وما زالت من المظاهر التي تلازم حلول هذا الشهر الكريم، الذي يحرص فيه الجميع على إتمام العبادات والطاعات ومضاعفة البذل لما فيه من مضاعفة الحسنات وحط السيئات والعفو والمغفرة، التي هي أمنية كل مسلم ودعاؤه المخلص لله جلّ وعلا أن يجعله من عتقاء هذا الشهر الكريم. وقد لفت نظري في هذا الشهر، الذي نعيش أيامه المباركة -والحمد لله- فعاليتين إحداهما حضرتها شخصيًا، والثانية تابعتها لعدم تمكني من الحضور، وكلتاهما خاصتان بأيتام المنطقة الشرقية. كانت الأولى للأيتام، الذين ترعاهم الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية «بناء»، وقد أتمت يوم الأربعاء الماضي بالشراكة مع تليفزيون الدمام، الذي عبر بذلك عن مسؤولية اجتماعية وحسّ إنساني نبيل، وجاءت تحت رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية -يحفظه الله- وبحضور سعادة وكيل إمارة المنطقة الدكتور خالد البتال، وقد جاءت هذه الفعالية إثر الفعالية الكبرى، التي سبقتها يوم الثلاثاء برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية، التي دشَّن فيها سموه رقم التبرعات للوقف الخيري للجمعية، وبحضور سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وكانت قد سبقتها أيضًا فعالية كبرى أثناء اجتماع الجمعية العمومية لجمعية البر بالمنطقة الشرقية، التي تأتي استضافة سموه لاجتماعها في مقر الإمارة بالدمام تعبيراً عن مدى حرص سموه على رعاية هذه الجمعية الرائدة في مجال العمل الخيري، التي تحظى برئاسة سموه الكريم تأكيداً ورمزاً للرعاية والاهتمام، اللذين يوليهما ولاة الأمر في بلادنا الغالية للعمل الخيري ومؤسساته، لا سيما أن الجمعية تقدم خدماتها للعديد من الفئات المحتاجة للخدمات من المواطنين، ومن ضمن هؤلاء مشروع كفالة الأيتام وهو أحد المشاريع المهمة من مشاريع الجمعية، ويرأس مجلس أمانته سمو الأمير تركي بن محمد بن فهد أيضًا؛ وبذلك فإن الأيتام هم محل اهتمام مؤسسة متخصصة في خدمتهم ومساعدتهم دون غيرهم، فيما توليهم المؤسسات الأخرى اهتماماً يليق بهم باعتبارهم الأمل المنشود -بعد عون الله- في مساعدة أسرهم على التحول من الحاجة إلى الاكتفاء، خاصةً إذا عنيت المؤسسات التي توجه لهم الخدمة بهذا الجانب، فكثفت برامج التدريب والتأهيل والتوظيف والرعاية التعليمية، وهي برامج كفيلة -إن شاء الله- في إعدادهم لهذه المهمة. وقد يقول قائل: لماذا لا نشهد هذا الاهتمام في سائر أشهر العام، ولماذا لا نراه إلا في شهر رمضان؟ والجواب واضح فيما قدم من عروض وتعليقات وما وزع من تقارير، وما ألقي من كلمات توضح أن هذه المناسبات ما هي إلا تعريف بالخدمات والمساعدات والبرامج، التي تقدم خلال العام دون انقطاع، وما هي إلا موسم لبناء العلاقات والشراكات مع الداعمين والمتبرعين والرعاة، وتعريف لهم بثمرات عطائهم ودعمهم في الدنيا، التي نرجو أن يكون جزاؤها عند الله في الآخرة أعظم وأجزل -بارك الله فيهم ولهم-. ولا شك أن ما رأيناه، والذين حضروا وتابعوا يبعث على الطمأنينة والثقة أن الخير باقٍ في هذه الأمة وفي هذا الوطن، الذي تقوده قيادة مؤمنة اتخذت دين الله وكتابه شرعةً ومنهاجًا وارتضاها أبناء الوطن قيادة أمينة -إن شاء الله-، وهي تسهر على راحة المواطنين جميعًا، وتضع الأيتام وغيرهم من الفئات الأولى بالعناية والرعاية في مقدمة اهتماماتها، والله نسأل أن يثبتهم ويكتب لهم أجر ما قدموا. أما الداعمون وكافلو الأيتام وكل مَنْ يبذل من ماله وجهده ووقته في هذا السبيل، فإن أجرهم عند الله وثوابهم على ما يقومون به مما نغبطهم عليه، جعلنا الله وإياهم ممن يقبل عمله ويغفر ذنبه، وحفظ الله هذا الوطن وقيادته وأبناءه في أمن وخير وسلام.