عبدالعظيم الضامن

المتاحف الشخصية ثروة وطنية

«تعزيزاً للدور الثقافي واعتناء بالتراث المحلي أصدر وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب تعميماً بمنح أصحاب المتاحف الخاصة أراضي لبناء متاحفهم الخاصة بما يليق بالزائرين، ويليق بمكانة القطع التراثية المهمة المتوافرة لديهم، أكد ذلك للرياض الدكتور جهز بن برجس الشمري مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة الحدود الشمالية في يوم الجمعة 27 صفر 1436هـ بعددها رقم 16979». فضلت البدء بكتابة مقالتي بهذا الخبر لأهميته، ولعدم معرفة الكثير من أصحاب المتاحف الشخصية ببعض القرارات، وبعض المنح التي تُعطى لهم من قبل أجهزة الدولة المعنية، ولأهمية الحرص على استمرار المتاحف الشخصية التي يبذل أصحابها الغالي والنفيس ليحفظوا تراث الماضي للأجيال القادمة، لا بد علينا جميعاً من دعم تلك المتاحف، خاصة وأن هيئة السياحة قد منحت المرشدين السياحيين والمنظمين للرحلات رخصاً لتسويق السياحة المحلية، بعضهم يستحوذ على كل المبلغ المخصص على كل زائر في برنامج اليوم السياحي، ولا يستقطع جزءا من قيمة البرنامج للمتحف، والبعض من أصحاب المتاحف يفرح بزيارة الضيوف للتعريف بما يملكه متحفه، والبعض يضطر لطلب مبلغ رمزي للدخول، وهذا هو الصحيح، يجب علينا جميعاً أن نساعد أصحاب تلك المتاحف بدفع رسوم ولو بسيطة لإعانتهم على مصاريف الكهرباء والعمال وغيره. في المملكة العربية السعودية عدد كبير من المتاحف الشخصية، معظمهم هواة لجمع التراث والتحف النادرة، بعضها لها قيمة عالية جداً، وبعضها الآخر لا قيمة لها، ولا تنتسب للمكان، والبعض مثلي من الفنانين التشكيليين المحبين للفن قد حجز جزءاً كبيراً من منزله ليكون متحفاً للفن التشكيلي، وقد أذكر على سبيل المثال متحف الفنان عبدالله حماس في جدة، ومتحف الفنان علي الصفار في القطيف، ومتحف الفنان علي الرزيزاء في الرياض، قد يكون الكثير لا يعرف عن تلك المتاحف، ويأتي الزوار بحثاً عن الفن والفنانين، ولأنهم ليسوا من ضمن خارطة المسار السياحي، فيعتمد الفنان على علاقاته الشخصية، أما المتاحف الشخصية التراثية فبعضهم يواصل مهما كلفه الأمر، والبعض يضطر ينسحب بعد فترة من الزمن، وهنا قد أستشهد بمتحف القطيف الحضاري الذي كان معلماً مهماً في القطيف، ولم يكن مهرجان وطني في المنطقة إلا وهو أول العارضين لتلك النوادر، فقد الكثير من القطع الثمينة بسبب الإهمال، وانتهى به المطاف لتكون تلك القطع في كراتين مقفلة، بعد ضيق المكان وانهيار المبنى الذي كان يستأجره للمتحف.وبتفعيل تعميم وزارة الشؤون البلدية والقروية بمنح أراض لأصحاب المتاحف الخاصة سيكون أكثر فائدة للوطن، وستكون تلك المتاحف أكثر جمالاً وتصنيفاً وأناقة، وسيكون الزائر والباحث والمهتم أكثر حرصاً على زيارة تلك المتاحف، بل وسوف تكون المدارس أكثر اهتماماً بتسيير رحلات لطلابها، وسيكون للمرشدين السياحيين عمل مستمر طوال العام، وهذا سيخلق حالة انتعاش اقتصادي ودخل للوطن والمواطن.