عبد اللطيف الملحم

مشاريع مدينة الجبيل.. مثال يحتذى

يوم الأحد الماضي كانت مدينة الجبيل على موعد إطلاق تمليك الوحدات السكنية لموظفي الجبيل الصناعية. وقد تشرفت بالتواجد في هذا الحفل الذي من الواضح أنه تدشين لأحد أهم وأكبر المشاريع السكنية في المملكة. وقد كان الحفل تحت رعاية سمو رئيس الهيئة الملكية بالجبيل الامير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، وعقد الحفل في مركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية. ولكل من يزور مدينة الجبيل فمن السهولة ملاحظة أن هذه المدينة والتي كانت إلى ما قبل عدة عقود قليلة قرية صغيرة هادئة يعتمد أهلها على صيد الأسماك وتجارة اللولوء. ولكن في الوقت الراهن تعتبر من أكثر المدن توسعا عمرانيا. وتعتبر مدن الجبيل الصناعية بجميع مرافقها من الأفضل على مستوى العالم في التخطيط وجمال البنية التحتية. وعند البدء في المشاريع العملاقة أواسط السبعينيات الميلادية كانت فقط شركة ارامكو السعودية وسابك هما السباقتين في تدشين مساكن لمن يعمل بهما، ولكن الوضع تغير. فقد رأينا أكثر من عشر شركات كيماوية تقوم بعمل نفس الشيء فيما يخص الاعتناء بالموظف الذي يعتبر امتلاك منزل من أهم الأمور التي يصبو لها المواطن. وفي الحفل تم عرض فيلم قصير عن اعداد هذه المنازل والمباني والتي تم بناؤها على أحدث طراز وبأرقى المعايير. ولكن الأهم من ذلك هو أن تلك الشركات وضعت نصب عينيها راحة الموظف. وشيء جميل رأيناه في الحفل وسمعناه هو التركيز على أهمية البرامج الاجتماعية والعناية بكل من في المجتمع في مدينة الجبيل والتي تعتبر الآن من أكبر المدن في المملكة. وحيث ان الجبيل بها عدد من المعامل وهو عدد يعتبر الأعلى في العالم فإن هناك أمرا مهما لم يغب عن خطط المسؤولين، وهو أنه سيكون هناك آلاف من المواطنين ممن سيكونون جزءا مهما في عمليات الصيانة، ولكي تكون هناك آلية استمرارية لهذه الشريحة فقد تقرر بناء مساكن لهم ولأسرهم، وهذا أمر ضروري. وقد لعبت الهيئة الملكية دورا كبيرا في تطوير كل شيء خاصة من خلال تأمين الأراضي للشركات التي تقوم بتنفيذ برامج تمليك لوحدات سكنية لموظفيها. وقد ضربت منشآت الجبيل السكنية أفضل مثال على أنه من المقدور عليه الشروع في بناء وحدات سكنية للمواطن متى ما كان هناك عمل جاد، خاصة إذا كانت هناك الأراضي المتوافرة. وفي الآونة الأخيرة حرصت الدولة على توفير أراض سكنية في جميع مناطق المملكة ومن الممكن الاستفادة من تجربة الهيئة الملكية في الجبيل خاصة فيما يخص سرعة التنفيذ. وفي الوقت الراهن على المستوى السكني أو السياحي فمن الممكن أن تكون الجبيل أكثر الأماكن تهيئة لتكون الأفضل في الخليج كمركز جذب سياحي. ففي الوقت الراهن تتمتع الجبيل بكل مقومات السياحة سواء من فنادق أو شواطئ وشوارع فسيحة ومرافق عامة جميلة ومراكز طبية جعلت تخطيط مدن الجبيل الصناعية الأفضل في الوقت الحالي.