شلاش الضبعان

تخلي الزوج عن مسؤولياته!

«عزيزتي الزوجة! إذا خرب شيء بالبيت، وقال لك زوجك بيصلحه! خلاص بيصلحه! ما في داعي كل ست شهور تذكرينه!»ومن هذه الطرفة تتفرع مجموعة من المشاهدات التي نراها في واقعنا اليوم:بعض الشباب يؤخر سن الزواج حتى يبلغ من العمر عتياً، والسبب لأنه يريد أن يستمتع بحياته، بدون تحمل مسؤولية!والمتزوج حديثاً يؤخر الإنجاب! لماذا؟! لأنه لا يريد أطفالاً يضطرونه لتحمل المسؤولية!وبعض الزوجات جلوسها في بيت أهلها، هي وأبنائها، أكثر من جلوسها في بيتها! مع قيام والدها وإخوانها بشؤونها! والسبب أن الزوج لا يتمتع بحس المسؤولية ويبحث عن تحميلها لغيره!أيضاً مدارس تتحدث عن أنها تعرف والدة الطالب أكثر من معرفتها بوالده، لأن الوالدة هي من تتواصل معهم وتسأل عن ابنها، أما الوالد فلا يعرفونه!أمهات لديهن أرقام أصحاب البقالات والسباكين ومصلحي الأجهزة، وهن من يتعاقدن معهم ويتفاوضن ويدفعن حقوقهم، بل ويكفلن بعضهم!هذه المشاهدات جميعها هي مؤشر خلل، ودليل على تخلي عدد من الرجال عن مسؤولياتهم! وهذا الأمر له آثاره الخطيرة على الجميع -أباً وأماً وأولاداً ومجتمعاً- ولا شك، فعندما تختل المعادلة تكون المخرجات مشوهة!هذا الأمر المشاهد هو ظلمات بعضها فوق بعض إن لم يتفطّن المجتمع، فتقصير الزوج في مسؤولياته مشكلة، وتحميله الزوجة مسؤولياتها ومسؤولياته مشكلة أكبر، وعندما يرى هذا الزوج أن فعله أمر طبيعي وأن هذه هي مهام الزوجة ومن لم تقم بها فهي زوجة فاشلة، فهذا يدل على مشكلة أكبر وأكبر، أما عندما يتكلم أمثال هذا الزوج عن التعدد فهذا دليل واضح على خلل متعدد!نحتاج إلى أن نعيد ترتيب الأمور، ويقوم كل بمسؤولياته، وهذا يبدأ من البيت بالتربية والتوجيه، فتقديم أطفال مدللين اتكاليين إلى الحياة هو أحد أسباب هذه الظاهرة، كما أن عدم التعامل الصحيح مع هذه المشكلة في حال حصولها قد يؤدي إلى هدم بيوت وتشريد أسر، فالطلاق ليس حلاً، ولكن أيضاً الاكتفاء بالفرجة والسكوت ليس حلاً أيضاً!يتساءل أحد الظرفاء: لماذا كنا إذا أراد الواحد من أبيه شيئاً ذهب إلى أمه لكي تشفع له عند أبيه، والآن يأتي إلينا أولادنا لنشفع لهم عند أمهاتهم؟!والجواب حسب رأيه: لأن الأم اليوم تقوم بدورها وأدوارنا!