عبدالعظيم الضامن

رؤية المملكة 2030 للثقافة والفنون «1»

«هل يعقل أن دولة الحرمين الشريفين لا يوجد بها متحف إسلامي؟»«محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» لعلي أبدأ حديثي من تساؤل ولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في حديثه عن الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية، حينما قال بتعجب: هل يُعقل أن دولة الحرمين الشريفين حتى هذه اللحظة لا يوجد بها متحف إسلامي؟ ولعلي هنا أضيف على كلام سموه الكريم: وهل يُعقل أن دولة كالمملكة العربية السعودية لا يوجد بها متحف للفنون؟ كلنا نعلم مدى أهمية الفنون في ثقافة الشعوب، وكلنا نعلم مدى أهمية الفنون البصرية في تنشئة ثقافة الجيل القادم، خاصة وأن الجيل القادم سيكون أكثر الأجيال رؤية للعالم وثقافته، وكلنا نعلم أننا افتقدنا لسنوات طويلة هذا الحلم، ولأننا نؤمن بأن الرؤية المستقبلية للمملكة تتجه نحو الإنسان، وما أحوجنا في تلك الرؤية لوجود متاحف متخصصة في وطننا الغالي، والمملكة بتنوع بيئتها وثقافتها تستوعب العديد من المشاريع المستقبلية، ولعل أهمها من وجهة نظري هو متحف الفنون المعاصرة، خاصة ونحن نمتلك في وطننا الغالي قامات فنية مميزة، لها أساليبها الفنية المهمة، والمتحف كمشروع وطني يعتبر في غاية الأهمية لكل الأجيال، ولعلي هنا أقدم رؤيتي لهذه المنشأة، بأنها مصدر دخل كبير اقتصادي للدولة، من خلال تذاكر الدخول اليومي للطلاب والزائرين، والهدايا التي تباع في قسم المبيعات للمتحف، وهي محفزة بشكل كبير لتشغيل عدد كبير من الأسر المنتجة لبيع الهدايا المميزة ذات الطابع الفني والتراثي، وكذلك هي فرصة جميلة لخلق كُتاب في مجال الفنون البصرية، وطباعة كتب نقدية بأكثر من لغة، وطباعة العديد من اللوحات بأشكال وأحجام مختلفة، وخلق برامج تعليمية وتثقيفية من الممكن أن يقدمها المتحف لخلق بيئة ثقافية للمجتمع، أو استقطاب فنانين لهم شهرة عالمية لتقديم تجاربهم الفنية، وهذا ما نشاهده في متاحف العالم. حينما نسافر لأي بلد في العالم نجد أن تلك المتاحف تتصدر قائمة المواقع السياحية الأكثر اهتماماً للدولة، لتسويق ثقافتها وفنونها للعالم، وفي معظم المتاحف الوطنية للفنون يوجد قسم خاص للأعمال الفنية لمواطنيها، وتقوم إدارة المتحف بتجديد العرض للفنانين، وهذا يتطلب من الدولة اقتناء أعمال الفنانين الرواد أولاً، ثم أعمال الفنانين المميزين، ولعلمي بأن وزارة الثقافة ومن قبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب اقتنت العديد من أعمال الفنانين لأكثر من أربعة عقود من الزمن، وهي تعتبر من أملاك الدولة، وقد آن الأوان لإظهارها من تلك المستودعات، وتقديمها للجمهور بما يليق بمقامها. وإن افترضنا أن المملكة تستحق الكثير من المتاحف، فإننا نتطلع للمزيد من المبادرات لتقديم رؤيتنا للمملكة في الفترة المقبلة، ولعل متحف الفنون المعاصرة أهمها، ومتاحف للرواد لا تقل أهمية عن تلك المتاحف، فالرواد في مملكتنا الغالية كان لهم الدور الكبير في تأسيس الحركة التشكيلية في المملكة، ومن الجيد أن يتم حفظ أعمالهم في متاحف مخصصة بأسمائهم، أو لتكون قاعات خاصة لأعمالهم في تلك المتاحف. وللحديث بقية...