د. عبدالوهاب بن سعيد القحطاني

سعودة سوق الجوالات

أكدت في اكثر من لقاء تلفزيوني ومقال صحفي على أهمية سعودة الوظائف العليا في المؤسسات والشركات السعودية وجعل توظيف السعوديين في الشركات الأجنبية التي ترغب العمل في المملكة شرطا للترخيص لها بالعمل.سعودة الوظائف ليست فلسفة ونظرية غير قابلة للتطبيق بحجة أن السعوديين لا يرغبون في العمل وإن عملوا فهم غير منتجين.إذا من عمل في شركة ارامكو السعودية العملاقة لتصبح اكبر شركة في العالم في إنتاج البترول!! ومن جعل شركة سابك إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال البتروكيماويات!! لقد قامت هذه الشركات على ايدي السعوديين عندما كنا نحترم ذاتنا ونحفز شبابنا ونثق فيهم ونقدرهم، لكن تغيرت الأحوال وزاد طمع الشركات السعودية وغيرها في توظيف الوافد في وقت كان الوافدون ولا يزالون في بعضها أسياد القرار فيها.إن قرار وزارة العمل المتعلق بسعودة محلات اجهزة الاتصالات (الجوالات) مجرد ذر الرماد في العيون، فالاجدر بالوزارة سعودة جميع الوظائف العليا في شركات القطاع الخاص سواء المدرجة في سوق الأسهم أو غير المدرجة لأنها سياسة فيها قيمة مضافة أما محلات بيع الجوالات ولوازمها فلا قيمة مضافة فيها، بحيث ارى انها لن توفر وظائف كثيرة للمواطنين، بل ستساهم في زيادة الأسعار من غير تحسن في جودة المنتج والخدمة.وأرى أن قرار سعودة الوظائف سيواجه صعوبات في التنفيذ لأن صاحب المحل الوافد سيبحث عمن يكفله ليعمل في محله مقابل مبلغ زهيد للمواطن.وأرى أهمية دعم الأخوة اليمنيين العاملين في هذا المجال باستثنائهم من القرار حتى تتحسن ظروفهم في اليمن إن شاء الله.اذا كان السعودي جادا وملتزما بالعمل فإنه سيحقق مكاسب مالية بشرط ان تكون خدماته متميزة واسعاره منافسة، بل سيستفيد الاقتصاد الوطني من بقاء ايرادات الاستثمار في المملكة لتدور محليا وتساهم في توسع نطاق السوق وحجمه وتنوع خدماته.إن بقاء ايرادات مبيعات الجوالات في المملكة قوة اقتصادية ومنفعة للمواطن وقوة للريال السعودي.ومن الأهمية تهيئة المواطن الذي يرغب في العمل أو الاستثمار في اجهزة الاتصالات من جوالات ومستلزمات من حيث مهارات البيع والشراء والتفاوض والتواصل وجذب وخدمة الزبون وغيرها من المهارات ذات العلاقة بهذا المجال الاقتصادي المربح.ويجب تهيئة الباحث عن عمل في هذا المجال من حيث التدريب على العمل الفني المساند للبيع مثل اصلاح الجوالات وبرمجتها وفحصها.لا بد من التأهيل المهني للباحثين عن عمل في هذا المجال المربح.ومن الضروري تمويل من نجد فيهم التأهيل الكافي عندما لا يملكون رأس المال لبدء العمل في مجال شراء وبيع واصلاح الجوالات.إذا لا بد من آليات للتمويل بعد عمل الجدوى الاقتصادية.ويعد التأهيل الفني والتسويق والتمويل من أكثر المعوقات التي قد تواجه السعودي الراغب في الاستثمار أو العمل في مجال الجوالات.أما المستثمرون السعوديون الذي يوظفون وافدين فستتراجع أرباحهم في المدى القصير لأسباب كثيرة اهمها النظرة السلبية تجاه الموظفين السعوديين مما يجعل الزبائن ينفرون منهم، وكذلك قلة خبرتهم وضعف مهارات أغلبهم في هذا المجال، ناهيك عن عدم صبرهم على العمل لساعات طويلة.