خالد الشريدة

إيران ليست جديرة بالثقة

هل يمكن تصديق إيران في أي سلوك سياسي أو ديني؟ وهل يمكن أن تكون محلا للثقة يوما من الأيام؟ بداهة لا يمكن تصديقها أو الثقة فيها ويفترض أن تكون هذه القاعدة في علاقتنا بها، فقادة هذه الدولة يكذبون وهم يعلمون أنهم يكذبون بما يتنافى مع روح وجوهر الإسلام الذي يرفض أن يكون المسلم كاذبا أو باغيا أو معتديا ومتعديا على غيره وخاصة جوارها، وذلك للأسف هو طابع الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ الثورة التي يزعمون أنها إسلامية في نهاية الثمانينيات الميلادية.ذكرت مصادر دبلوماسية خليجية أن إيران طلبت من الكويت التوسط لتهدئة الأجواء مع دول الخليج، فيما طلبت الكويت من مسؤول إيراني زارها بهذا الخصوص اجراءات لبناء الثقة مع دول المنطقة، عارضة وجهة نظرها بالنسبة الى التدخلات التي حصلت في البحرين واليمن والاعمال المسيئة التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية واكتشاف شبكات مسلحة وخلايا في اكثر من دولة خليجية بينها الكويت، كذلك عرضت القيادة الكويتية وجهة نظرها فيما يتعلق بالتدخل الايراني في سورية والعراق ولبنان، والخطاب التصعيدي لحزب الله الموالي تماما لإيران ضد المملكة ودول الخليج وسيطرته على قرار الحكومة اللبنانية ودفعها الى اتخاذ قرارات تخالف الاجماع العربي وتعطيلها انتخابات الرئاسة اللبنانية.عقيدة إيران السياسية قائمة على عدم احترام دول الخليج المجاورة لها والعرب عموما، ولكن بما أن السياسة لا تعترف بالعواطف، فالمطلوب منها خطوات على أرض الواقع تؤكد جدارتها باحترام مصالحها مع الآخرين، ولا يمكن لها أن تتدخل في شؤون غيرها وتطلب فرصة لعلاقات مثالية وناضجة وهي تتهور وتقذف حمما من التصريحات التي يمكن أن يطلقها أي ثورجي من الحرس الثوري أو الباسيج أو العصابات التي تسلحها الدولة الإيرانية وتدعمها في المنطقة، وما لم تتخل إيران عن دعمها لكل ما من شأنه تخريب استقرار أمن دول الخليج والدول العربية من المحيط الى الخليج، فما الفائدة من عودة العلاقات حتى الى الحد الأدنى من الاستقرار وبقاء السفارات؟.لا نكسب في الواقع كثيرا من إيران غير لغة وخطاب عدائي مستمر ينكر وجود دول بأكملها، فيما هناك أكثر من طرف له رأيه في المجريات، فإذا أيد طرف التعاون مع دول الخليج وإيقاف الدعم لحلفاء إيران في الدول العربية تظهر أطراف أخرى معترضة، ولذلك مطلوب أن تقدم إيران نفسها كوحدة سياسية قادرة على إصدار قرارات موحدة لا يمكن العبث بها وتخريبها، فهي بحاجة الى دول الخليج والدول العربية أكثر مما تحتاجها هذه الدول، لأنها تظل محلا مشوشا للثقة ومن الصعب أن تندمج في إطار علاقات ومصالح متبادلة وسلمية دون مهددات أو مكدرات ومنغصات، ولذلك حتى إذا أبدت أي مظهر لحسن النية فلا عجلة في قبولها كجار مسالم، وإنما مطلوب مساحة من الزمن لاكتشاف مدى صبرها على ثباتها على ممنوعاتها التي تخرب علاقاتها وتسيء من خلالها لأمن الدول العربية، والى أن تتوقف عن دعم الجماعات المتمردة والمتطرفة والإرهابية بصورة واضحة وجلية يمكن أن تكون بذلك بدأت أولى خطوات أن تكون دولة يمكن الوثوق فيها وتبادل المصالح معها بصورة مستقرة وآمنة.