د. فائز بن سعد الشهري

مبادرات ومقال

في عام 2014م كتبت مقالاً عن المبادرات التى تساهم في تحقيق التنمية المستدامة على المستويات التنموية المختلفة، ومنها إطلاق بلدية دبي مبادرة بمسمى «شكراً على الهدية»، ومن خلالها يتم تقديم هدية قيمة لأي عميل يقدم شكوى تؤدي إلى تحسين الخدمات التي تقدمها الدائرة للمجتمع. وقامت البلدية بتكريم أول عميل قام بتقديم شكوى خلال هذا العام، وأدت هذه الشكوى إلى تعديل وتصحيح في بعض الإجراءات التي تقوم بها بلدية دبي، وبالتالي لم تكرر هذه الشكوى على هذه الخدمة مرة أخرى، بفضل تعاون العميل مع بلدية دبي، وكذلك أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة بمسمى «مؤشر السعادة» لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم بشكل يومي عبر توزيع أجهزة إلكترونية في كافة الدوائر الحكومية تكون مرتبطة بشبكة مركزية تقوم برصد هذا المؤشر وإرسال تقارير بشكل يومي لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية، بهدف تطوير الخدمات وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة.وفي هذا العام 2016م أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة دعا فيها الجامعات إلى ترشيح 3 شباب و3 شابات من كل جامعة، ليكونوا وزراء في الحكومة، يمثلون قضايا الشباب وطموحاتهم. وقال في تغريدات عبر حسابه في تويتر: «الإخوة والأخوات.. يمثل الشباب تحت سن 25 نحو نصف مجتمعاتنا العربية.. ومن المنطق أن يكون الاهتمام بهم وبقضاياهم يوازي هذه النسبة». وأضاف: «للشباب آمال وطموحات.. وقضايا وتحديات.. وبهم تنهض المجتمعات أو تنهار.. وعلى أيديهم تتحقق الإنجازات.. أو الإخفاقات.. أريد أن نختار شاباً أو شابة تحت سن الـ 25 ليمثل قضايا الشباب وطموحاتهم.. أريده وزيراً معنا في حكومة الإمارات».وبعد ذلك أعلن عن التشكيل الوزاري الجديد، وحوى وزراء جددا متوسط أعمارهم 38 عاما، ووزيرة لشؤون الشباب عمرها 22 عاما، ووزارة للسعادة وأخرى للتسامح والمستقبل. وتناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الانطباعات وحوت تساؤلات وتعليقات عن التشكيل الوزاري الجديد، رد عليها صاحب المبادرة بمقال بعنوان «وزراء للتسامح، والسعادة، والمستقبل، لماذا؟» حوى المقال خطوطا عريضة توضح الرؤية التنموية ومتطلباتها ومنها تعيين وزيرة للشباب، وقال: «نحن غيّرنا لأننا تعلّمنا الكثير خلال الخمس سنوات الأخيرة، تعلمنا من أحداث المنطقة حولنا، وتعلمنا من دروس التاريخ، وتعلمنا أيضا من جهود كثيرة بذلناها لاستشراف المستقبل»، وقال: «نحن دولة شابة ونفخر بذلك، ونفخر أيضا بشبابنا، ونستثمر فيهم، ونمكن لهم في وطنهم، وعينا وزيرة شابة من عمرهم، وأنشأنا مجلساً خاصاً لهم، ونؤمن بأنهم أسرع منا في التعلم والتطور والمعرفة لامتلاكهم أدوات لم نمتلكها عندما كنا في أعمارهم، ونعتقد جازمين بأنهم هم الذين سيصلون بدولتنا لمراحل جديدة من النمو والتطور»، وبخصوص تعيين وزيرة للتسامح، قال: « لا يمكن أن نسمح بالكراهية في دولتنا، ولا يمكن أن نقبل بأي شكل من أشكال التمييز بين أي شخص يقيم عليها أو يكون مواطناً فيها، لذلك عينا وزيراً للتسامح.... التسامح ليس فقط كلمة نتغنى بها، بل لا بد أن يكون لها مؤشرات ودراسات وسياسات، وترسيخ سلوكي في مجتمعنا لنصون مستقبله ونحافظ على مكتسبات حاضره». وفيما يتعلق بوزير للمستقبل، قال: «نحن دولة نتعلم كل يوم، ومع كل درس نتعلمه لا بد أن نأخذ قرارات لنطور بها مستقبلنا... نتعلم أيضا من المستقبل وليس فقط من التاريخ، بذلنا جهودا كبيرة في السنوات الأخيرة لاستشراف المستقبل، ولدينا خطط كبيرة وسياسات وطنية علمية وتقنية تتجاوز قيمتها الـ300 مليار درهم استعداداً لاقتصاد المستقبل، اقتصاد لا يجعل أجيالنا رهينة لتقلبات أسواق النفط ومضارباتها وعرضها وطلبها» . وأخيراً وليس آخراً، مبادرات ومقال يتضح معها رؤية دولة الإمارات التنموية وما وصلت إليه من مراحل تنموية تتفاعل من خلالها ببيئتها المحيطة المتغيرة بمشاركة شباب يعمل ويتابع ويقيم من خلال منظومة قوانين وسياسات ودراسات ومؤشرات لقياس مستوى الإنتاج والجودة تسهل معها عملية التطوير لتحقيق تنمية وسعادة مستدامة.