عبد اللطيف الملحم

مطاردة الهيئة للفتاة.. هل كانت ضرورية؟

قبل فترة من الزمن تم الإعلان والتعميم على منسوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعدم ملاحقة ومطاردة أي سيارة بسبب خطورة ذلك على من يقوم بالملاحقة ومن تتم ملاحقته وأيضا على المارة في الطرق العامة. وسبب المنع كون المطاردة بالسيارات بغرض التوقيف هي فن يحتاج إلى كثير من التدريب والتمرين في أساليب القيادة وخاصة بأسلوب ما يعرف في أمريكا (بت مانوفر). ولكن هذه الحركة محصورة لسائقين محددين في الشرطة لخطورتها. وفي الأسبوع الماضي كان هناك نوع آخر من المطاردة الذي كان بالامكان الاستغناء عنه بالتبليغ لجهات معينة. وهذه الحادثة تلتها تبعات لم يكن مجتمعنا محتاجا لها في وقت الكل يعلم فيه أن وسائل الإعلام العالمية وبعض وسائل الإعلام المحيطة بنا تقوم بشن حملة غير مسبوقة ضد المملكة. وقد كان ما حدث هو عبارة عن مطاردة وملاحقة لفتاة تلبس العباءة قام بها أفراد من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقرب من أحد المجمعات التجارية انتهى بتصوير ما حدث ليرى فيه العالم كيفية اللحاق بالفتاة وسقوطها والتعدي عليها. ورغم أنه لم يتم تحديد ما قامت به الفتاة أو من معها من عمل مخالف، ولكن الكل أجمع بأن ما قامت به من عمل لم يكن فيه نوع من الإجرام يستحق عناء المطاردة. لأنه وببساطة كان من الممكن تعرضها أو تعرض من يلاحقها إلى حادث مروري كون الملاحقة تمت في شارع عام. وفي الوقت الحالي فبقية القصة معروف. ولكن السؤال هل ما حدث كان يجب أن يحدث أم كان من الممكن تلافيه. لأننا في تلك الحالة لو سلمنا بضرورة مراقبة كل داخل أو خارج من مجمع تجاري فمعنى ذلك أننا دخلنا في مسألة المستحيل. ولكن السؤال يتجدد عن سبب محاولة إيقاف ومطاردة الفتاة وهل هو بالفعل كان بسبب أن الفتاة لم تكن تغطي وجهها. فإن كان كذلك فهل هذا فساد يحتم ضرورة المطاردة والاعتداء؟. ونقطة أخرى فيما يخص غطاء الوجه، فماذا لو كانت الفتاة غير سعودية والتي عادة لا تغطي وجهها. فيا ترى ما هي كيفية التعامل مع هذا الأمر؟. في هذه السطور ليس المقصود التشهير بخطأ أو محاسبة أحد لأن هذه الأمور هناك جهات ستقوم بالتحقيق والقرار حيال ما حدث. ولكن الكثير وخاصة من لا يعرف المملكة يسأل عن آلية وإركاب فتاة في سيارة تابعة للهيئة وذلك نظرا لحساسيته من الناحية الاجتماعية. فالمجتمع لدينا في المملكة يسوده التحفظ ورؤية فتاة يتم اركابها في سيارة تابعة للهيئة قد يكون بمثابة إنهاء لمستقبلها الدراسي والاجتماعي. وفي هذه الحالة أمر طبيعي أن تقاوم أي فتاة إركابها لسيارة تابعة للهيئة سواء أكانت مخطئة أو غير مخطئة. ولكن في نهاية المطاف حدث أمر كان بالإمكان تفاديه ولم يكن هناك أمر جلل يحتم ذلك، إلا إذا كانت هناك أمور لم يتم الكشف عنها.