الأسمري.. المربي الذي فقدناه

الحمد لله على كل حال وإنا لله وإنا إليه راجعون، فقدت قرية الصدر في مركز حوراء ببللسمر التابع لإمارة منطقة عسير علماً من أعلامها، ورجلاً من رجالها، وقامة من قاماتها. إنه الشيخ الحبيب والمربي الأريب والداعية المحتسب والمعلم الفاضل محمد بن عبدالله آل درع الاسمري، والذي وافته المنية يوم الاثنين 22/4/١٤٣٧هـ الموافق ١/2/2016م، أسأل الله أن يفسح له في قبره وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجمعنا به في دار كرامته ووالدينا وأحبابنا من المسلمين.كيف لي أن أسطر مشاعري ومشاعر من عرفوه عن قرب، فقد انتاب الجميع الحزن والأنين الذي يختلج في الصدور. ومن هذه النافذة أعزي نفسي وأبناء الفقيد وجميع أفراد اسرة آل درع وجميع من عرفوه فقد أسر القلوب بأخلاقه وأدبه وعلمه وحسن معاملته وتواضعه، فقد كان أخاً رحيماً ومحسناً وموجهاً وداعية وواعظاً وإماماً لعدة مساجد، فقد نفع ووجه جميع اقرانه وطلبته وأحفادهم. بل كان رمزاً ومثلاً يحتذى به في الدعوة الى الحق وتبيانه له، وقد أبقى لنا سيرته العطرة وآثاره الجميلة. بل أستطيع أن أقول إن الشيخ أبو علي -رحمه الله- ابن بار لمنطقة بللسمر وبلاد رجال الحجر. بل جميع ارجاء الوطن. فقد كان معلما فيما يُعرف بمدارس الكتاتيب في بلاد بني شهر وبللسمر وعمل في الرياض ومنطقة عسير. نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً من أصحاب هذه الآية، قال الله تعالى «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... الآية». سيرة مختصرة للشيخ محمد آل درع الأسمري رئيس هيئة بللسمر سابقاً:الشيخ محمد بن درع من مواليد قرية الصدر حوراء عام ١٣٣٦هـ، وقد تعلم على يد المعلم الفاضل محمد بن مداوي الضرمي الأسمري من سكان جبل الضرم، وقد كان من ضمن طلاب هذه المدرسة الشيخ منصور بن ظافر بن سرور وعوظه بن جاري من آل مارد وغيرهم.كان إماما وخطيبا لجامع قرية الصدر. بعد فترة من امامة مسجد قرية الصدر، رحل الى الرياض وعمل بالحرس الملكي عام ١٣٦٤هـ ودرس مساء في مدرسة سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وكان خلال فترة عمله في الحرس الملكي يقوم بتعليم أفراد الحرس القرآن والسيرة النبوية.بعد ذلك عاد إلى منطقة بللسمر لظروف صحية. قام بإنشاء مدرسة الكتاتيب في حوراء ببللسمر في عام ١٣٧٠هـ. كان معلماً لطلابه في جميع قرى حوراء، والذين بلغ عددهم ٤٢ طالباً.بعد ذلك انتقل الى قرية فرعة قريش بتنومة بني شهر بناء على طلب من أهل القرية؛ كي يكون إماما وخطيبا لمسجدهم ومعلماً لأبنائهم. حيث كان عدد الطلاب ٣٢ طالباً وذلك في عام ١٣٧١هـ. عاد وعمل معلماً بجامع قرية الصدر الى أن التحق بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ١/1/1373هـ وكان أول رئيس لها.عمل في هيئة بللسمر كذلك كعضوبعد ذلك عمل بهيئة ظهران الجنوب ثم هيئة ابها عام ١٣٨٣هـ واصل طلب العلم على يد الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل بعد ان حفظ كتاب الله حيث ركز على دراسة السنة النبوية.في عام ١٣٨٦هـ تولى رئاسة هيئة بللسمر وبقي فيها إلى أن تقاعد نهائيا عام ١٤١٨هـ وقد كان إمام وخطيب جامع الصدر حتى عام ١٤٢٩هـ كما أنه كان إمام وخطيب صلاة العيدين بحوراء رسمياً ومتطوعاً. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته