شلاش الضبعان

قتل المرضى !

"في كل مستشفيات العالم يدخل الزائر ومعه ورد ويطلع (فاضي) إلا في مكان نسيت اسمه يدخل (فاضي) ويطلع شايل حلويات وعصائر المريض ... وقفازات الأطباء".لو وضعنا مكاننا في المكان الذي نسي صاحب الطرفة اسمه فلا أعتقد أن الأمر يختلف كثيراً، بل قد يكون ما لدينا أسوأ! فعلى الرغم من أن شريعتنا حثت على زيارة المريض ووضعت آداباً لذلك إلا أن البعض بعيد كل البعد عن الأدب عند الزيارة، ولو أراد أحد قتل مرضانا فلن يجد أفضل من بعض زوارهم! ليست القضية في الورد حضوراً وغياباً، بل إن وجهة نظري أننا لو استبدلنا باقة الورد - التي لم نعرفها إلا قريباً - بما ينفع المريض ويدخل السرور على قلبه لحققنا المراد الأساس من الزيارة!الوضع أكبر وأخطر! فالبعض يأتي إلى المستشفى وكأنه لم ير خيراً قط، فكل ما قُدم له أكله، وكل ما وقع تحت يده عدّله، وكل ما خف حِمله حَمَله!والبعض الآخر يريد من المريض ومرافقيه، إعادة قصة المرض من السقوط حتى اللحظة الراهنة، ولذلك فالمريض ومرافقوه ملزمون بإعادة قصة المرض ومراجعة المستشفى، ومن وقف معهم، ومن لم يقف معهم، لكل من قدم عليهم، بل ومن يتصل بهم!والبعض يتفنن في إحباط المريض، فهناك مستشفى أفضل من هذا المستشفى، ولكن تقصير من حول المريض - من وجهة نظره - أدى إلى إلقاء المريض في هذه المجزرة! والبعض يتحول إلى خبير متخصص في كل شيء، يقيّم الأطباء ويصف العلاج، ويطالب بإيقاف استخدام بعض الأدوية، وإن لم يجد ما يقوله: نصح بفلان الذي يكوي!وكل هذا غيض من فيض، فالبعض ضرره عابر للستائر ولا يؤذي من يزوره فقط، بل يؤذي كل من في الغرفة، والغرف المجاورة، ومن مر عليه في الممرات!نحتاج إلى إعادة نظر في طريقة زيارتنا لمرضانا في ضوء شريعتنا وقيمنا، لكي لا نخرج من المستشفى وقد عجّلنا برحيل المريض، وسببنا نُفرة بينه وبين أولاده. ونصيحتي لمرافقي المرضى أن يكونوا بالقرب من مرضاهم في وقت الزيارة، ويتدخلوا في الوقت المناسب بكل حزم، وإلا سيعانون كثيراً بعد خروج الزوار!.