أنيسة عبداللطيف السماعيل

العتمة الحساوية

كلمات قد نسمعها وتدفعنا للبحث عن تفسيرها، العتمة الحساوية تجدد الذكريات المنسية، العتمة هي قضاء وقت جميل من الليل في السمر من أحاديث وطرب وفنون جميلة تثير العجب، إن العتمة التي كانت في ربوع هجر التراث والذكريات أزالت العتمة في مفهومها، وهي عدم الرؤية الواضحة، إن عتمة بلادي كانت نورا ساطعا واستعراضا متميزا لتراث أصيل.مجهود بذلته جمعية فتاة الأحساء، وبتعاون كل الجهات المخلصة؛ ليعيش الجميع ذكريات الزمن الجميل وما يحمل من رحيق المحبة والود الصادق لهذا الجيل الذي كان في شوق للتعرف على تلك الحقبة، التي تزخر بكل ما هو جميل من صناعات حرفية قد تم استعراضها، مثل: حفظ الليمون، وصناعة المداد والحصير، واستخراج الدبس، وتصنيع بعض المنتجات التي يجب أن يكون لها حضور في كل موقع وكل مناسبة. كم نحن بحاجة لمصنع متكامل لصناعة الدبس، وكيف يستخرج، وماذا يصنع منه، وكيف يتم حفظه. إن الدبس له فوائد عظيمة، وكم أتمنى أن يكون الاهتمام به وبطريقة حفظه.ولا ننسى صناعة حرفنا اليدوية، التي ينبهر بها القاصي والداني، ويبحث عنها الجميع في كل وقت. إن العتمة أثارت الشجون وكل مكنون بعروضها التي نتمنى أن يكون لدينا متحف كامل يحاكي ويجسد ليلة العمر والمناسبات الجميلة.فالجميع لا يعلم عن أفراحنا واستقرار الحياة الزوجية رغم البساطة، ولم يسمع صوت الدزه وضرب الدفوف والخماري، الذي هو فن أصيل تتمايل معه الضيوف، ولم يسمع عن كرم الضيافة في زواجات الأول، التي تستمر ثلاثة أيام بكل فرح وسرور واستقرار ومحبة، إن العتمة واهتمام الجميع بتنظيمها والإقبال الذي حظيت به من حضور متميز، وموقعها في القرية التراثية نطالب بأن يكون متحفا دائما في منتزه الملك عبدالله، الذي يعكس صورة جمالية متجددة، ويحتضن أكبر نافورة التي لا نشاهدها إلا في أوقات المناسبات. إن الأحساء تزخر بكل جميل في كل وقت وفي كل حين، ويجب أن تكون منارة وشعارا للسياحة في الوطن، إن جبل القارة تحفة تضاهي أجمل الأماكن السياحية، ونحن بانتظاره، ومهرجان التمور نعمة عظيمة ونتمنى تفعيله والاحتفال وتنوع منتجاته وتطويرها، والعقير المشروع الأعظم والذي سوف يكون صورة مشرقة لهجر الحبيبة.لذلك، أتمنى من هيئة السياحة والتراث الوطني، بقيادة الأمير سلطان بن سلمان، أن توجه بإنشاء قناة تسلط الضوء على سياحة الوطن، وتسليط الضوء على التراث الأصيل، وما تحمل كل مدينة من جمال وخير وتراث، وألا تكتفي بالنشرات المطبوعة؛ لأن السياحة في الشرقية لها طعم متميز، الأحساء بتراثها، والخبر والدمام والقطيف والجبيل بسواحلها ومراكبها، وكل مدينة في مملكتنا تحمل الكثير من الجمال والمتعة والسعادة، فالجميع بشوق أن يكتشف ذاته وتراثه وجذوره التي عاشها أجداده. إن بلادنا ثروة سياحية من الشرقية للغربية والشمال للجنوب، وكل بقعة من بقاعها تحمل شعار الحب والوطنية.